قراءة في ديوان (( سأثقب بالعاشقين السماء ))




حاتم محسن شراح

هكذا وعلى إمتداد قصائد المجموعة يلاحظ القارئ أنه أمام صوت شعري جديد ومع مبدعة تسجل ـ عند أول الطريق ـ حضوراً يعكس نقاء الإنسان ، وصفاء القصيدة " في رحلتها الجديدة " ، كانت هذه آخر فقرات المقدمة التي قدم بها الأستاذ الدكتور / عبدالعزيز المقالح ديوان الشاعرة / ميسون الإرياني سأثقب بالعاشقين السماء " وهذه الكلمات المضيئة لدرب الشاعرة الشعري توعز ، وتتنبأ بشاعرة إذا ما أخذت كلمات الأستاذ الدكتور / عبدالعزيز المقالح بعين الاعتبار ، فمن خلال القراءة الأولى للديوان تتضح الرؤية بوجود شاعرة ترسخت أقدامها في أرضية الشعر ، ولم تظهر للأضواء بهذا الديوان إلا بعد أن خاضت غمار الشعر ، ولم تبرز هذه النصوص الناضجة إلا من خلال كم هائل من البدايات التي أبت الشاعرة أن يراها غيرها ، ولعل العنوان الجميل هو أول ما يدهش القارئ ، ويبعث على التأمل في ذلك التحليق الذي قامت به الشاعرة في سماء الشعر ، وإذا كان العنوان يمثل نصاً موازياً فتلك العتبات ، والتي أعني بها عبارتي جوته "الشاعر معلق بين السماء والأرض " ، وعبارتها " الشعر غاية ترتبط بالوجود كالجنة تماماً " ص9 ، وذلك الإهداء الذي شدتني عباراته الشعرية " شكراً لكم كنتم أجنحتي" ، هذه العبارات مع العنوان تمثل استنطاقاً لما في داخل الديوان فالعنوان يوحي بأن الشاعرة ترمي إلى اختراق سماء الشعر بعشاق الشعر الذين سيحلقون في هذه السماء الشعرية أثناء تلقيهم لقصائد الديوان ، ولعل هذه الرؤية تتنافى مع قول الشاعرة في قصيدة بعنوان " سفر الخطيئة " :

مد السحاب القناديل

أوقد من سكرة الحب ثوباً يراودني الجان

عنـــه

أزم الرماد الحزين

وأثقب بالعاشقين السماء لتغفر يا

شارد الغيث ذنبك ص79

إن الشعور بالذنب ، يمثل منطلقاً لنفس تواقة إلى الطهر ، والتخلص من الذنب ، وهذه الحساسية هي التي تصنع الشعر ، ولكن أن تصبح الصيغة سأثقب فالمدلول هنا يوحي بأن هناك تمنعاً ، وثمة جدار أو عازل يتطلب فعل الثقب ، وإن كانت الشاعرة قد اخترقت هذه السماء ، ولم تثقبها فقط ، ولعل الصورة الشعرية الحديثة جداً وهي استعارة الموقف ، فالشعر يمثل الابتهال ، والدعاء ، والاستغفار ، والاستعطاف ، والسماء ، هي الفضاء الشعري ، والعاشقون هم من يتلقى الشعر ، ولعل القصائد التي توحي بهذا المعنى ومنها القصيدة التي استوحت الشاعرة منها العنوان ، وتبقى جملة العنوان الفعلية " سأثقب بالعاشقين السماء " تجعلنا نقف وقفة إعجاب بالعنوان المجازي الإستعاري الجميل الذي يمثل مغايرة خالفت فيه زملاءها الشعراء الذين تتنوع مشاربهم في إختيار العناوين ، وهي هنا ومن خلال الفعل سأثقب المسبوق بالسين التي تحول الفعل المضارع إلى المستقبل برغم أنه يدل على وقوع الحدث في الحاضر ، والفعل ثقب فعل متعد يلزمه فاعل ومفعول به ، والفاعل يلزمه واسطة فالإنسان لا يستطيع أن يثقب جداراً وشيئاً ما إلا بواسطة مسمار مثلاً والشاعرة جعلت العاشقين هم أداة الثقب ، وهي هنا تراهن على المتلقي في العملية الإبداعية الشعرية فلولا هذا المتلقي لما وجد الشعر ، فالمتلقي هو المعني بقول الشعر ، ويجب أن ينتقي الشاعر أجمل ما لديه ليمتع المتلقي ، وهذا ما قامت به الشاعرة منذ أول قصيدة في الديوان " حين تفر الخطايا " :
ماذا تبقى من الليل غيري
ومن ذا لقديسة

تستهل الدعاء بأغنية للمساكين

للعالمين !
تعلم فتنتها كيف تذروا المعاني
حنيناً يلملمنا
في المساء ص13

هذه القصيدة هي تمثل مستهلاً رائعاً للديوان تخاتلنا فيه الشاعرة لتمرر علينا رؤيتها فالقصائد في هذا الديوان مثل ترانيم ، وأدعية ، وأغان للمساكين ، ولفظة المساكين هنا يجب أن تحمل مدلولاً شعرياً في هذا النص فالسكون والهدوء ، والرضوخ أحياناً بدافع ما هو ما يجعل الدلالة تتجه إلى من إتصف بصفة من الصفات السابقة ، والشعر هو الذي يهز كيان الإنسان الهادئ ، ويحرك المشاعر الساكنة ، ويبعث الحياة في الفكر الجامد ، ويطرد الملل من رتابة الحياة ، وفي قصيدة " رقية للجنون " تقول لإثبات ماذهبنا إليه :


المنازل حين تزور قيثارة العشق فينا
سيمحو المساء قلوب العفاريت

ينسج ورد السلام

على قارعات المدى المستكين

على ضفتي قلبه

إذ يراود عن صفة الحب وقته

لميلادها دمع أمي

نجوم يطرزها بي .. بها إذ يذوب على شفتينا

هواها

المنازل حين ستفضح آلامنا للجنود ص118
إن ذلك التجاوز الذي يعزى لقصيدة التفعيلة مثل قولها" لميلادها دمع أمي" حيث تم إقحام الضمير الهاء في لميلادها ، فالوزن يجعل الشاعر يحشو بعض المفردات أو يحركها أو يضطر للوقوف وكل ذلك لأجل الوزن ، والشاعرة تستخدم هذه التجاوزات لكي تمنح القصيدة وهجاً من الخروج على المألوف اللغوي ، والتهويم في سماء الشعر دون توجيه من أحد فالشاعر يخرج من الفضاء المغلق ، ويتفلت من أغلال اللغة ما عَنَّ له ذلك ، ولهذا قال النقاد بالضرورات الشعرية ، وفي الحقيقة ما هي إلا خروقات لغوية أوصلت النقاد إلى أن يقولوا جاز للشعراء مالم يجز لغيرهم ، والقصيدة الناضجة لا يضيرها فلج في الأسنان أو خال في الوجه بل أحياناً تكون زينة للقصيدة فأبيات المتنبي وأبي تمام التي عابهم عليها النحاة هي التي تم تخليدها في شواهد النحو والبلاغة . في قصيدة بعنوان " وطن بثمانية رؤوس " تبرز الشاعرة عبر قصيدة نثر متكاملة حيث تنعدم الغنائية ، ويبرز السرد الجميل ، واللغة التقريرية المطعمة بالمجاز لكسر حدة السرد تقول الشاعرة :
اليوم متجرد من رأسه
صوته خريفي الإشتعال
أضلاعه تؤرشف البرد
يلقَّن أنفاسه التائهين رقية تقيهم الطيبة
طالما ذكرني ذلك بالنمل
بنساء يفضلن الصيف على البقاء بلا أوراق
للطـــــالع ص33

إن إتقان الشاعرة لقصيدة النثر برز من خلال النصوص النثرية التي في الديوان برغم طغيان قصيدة التفعيلة ، والتي برغم تقادم الزمن ، لم يستطع إلا قلة البروز ، والتجاوز من خلالها ، والرهان سيكون على إسقاط تقنيات قصيدة النثر على قصيدة التفعيلة ، وهذا ما قامت به الشاعرة في قصائد ديوانها ، فاللغة الشعرية هي التي صبغت قصائد التفعيلة بشاعرية آسرة من خلال الصورة الشعرية الحديثة ومن أمثلة ذلك قصيدة " الطريق إلى الأجداث " :

إني هنا كي أنحت الصفصاف في

نبضي على نغم يهيم البحر في عينيه

أحتضن السهول
وليلتي

إني أتخذت النار مهداً لاستغاثاتي

فصمتاً !

يازنابق قبلتي السكرى

أصيخي للمرايا

أيقضيه براقك الغافي على ظل الطريق

لا ريح تبكي نبض أنفاسي هناك
ولا رفيق

إن هذه القصيدة تمثل تشخيص الأشياء كالبحر ، والسهول ، والزنابق ، والطريق ، والأنفاس ، والشاعرة بهذه الصورة الاستعارية تمنح القصيدة بعداً جمالياً يمنح المتلقي متعة القراءة ، ولذة تذوق الشعر الذي ينبعث من كل كلمة في القصيدة ، وبرغم التناقضات ، وتجريد الظواهر واجتماعها فالبحر ، والسهول ، والنار ، والصفصاف ، والزنابق ، والمرايا ، والظل ، والطريق ، ويتبقى أن نشير إلى أن ما يجمع هذه الظواهر هو الشعر والشعر فقط ، والشاعرة هي من تتعاطى مع هذه الظواهر فتنحت الصفصاف ، وتحتضن السهول ، وتتخذ النار مهداً لماذا؟! لاستغاثاتها ، ويتطلب هذه الاستغاثة الصمت الذي تطلبه ، وتستجديه من الزنابق ، وأي زنابق إنها زنابق قبلتها السكرى ، وترجو منها أن تصيخ السمع للمرايا ، وأي مرايا إن الشاعرة تنطلق من اللاوعي تجعل الشعر ينطلق على سجيته ، وليس هناك ما يدعو إلى محاولة إستكناه المعنى أو المدلول فالشعر في هذا العصر يجب أن يتفرغ لغاية الشعر ، وعليه أن يحشد ما بوسعه من طاقات لغوية ، وإيحائية ، وجمالية في سبيل إبراز الجانب الجمالي للقصيدة من خلال اللغة الشعرية ، والتي ومن خلال لغة الشاعرة وقاموسها الشعري يتبين أن الشاعرة تتمتع بقاموس شعري جميل ، وثري بالألفاظ الموحية وفي هذا النص من أمثال الصفصاف ، نبضي ، نغم ، يهيم ، أحتضن ، مهداً ، زنابق ، قبلتي ، أصيخي ، ... الخ . ومن القصائد النثرية التي تجيدها الشاعرة على نحو تغاير فيه الآخرين في قصيدة بعنوان هكذا تقول :

الحلم يتكدس عند رائحة إسمك
كل يوم ملاك عند ضفة الكون
يداعب نجمتنا
يقفز
تتنهد الريح

تنساب ضفائر ميعادنا عند نبوءات لم تحترق هكذا
القبو الممتد سراب البصر

يجمد ألحان المساء ص47

إن الشاعرة تمثل جيل ما بعد الحداثة من خلال التداخل ، والتناقض ، وإنتهاك النظام فحتى قصيدة النثر حين يتم التنظير لها ، وإخراج العاطفة ، والمشاعر الإنسانية ، وجعلها وعاءً فكرياً هذا إذا كانت تحمل رؤية فكرية أو فلسفية أما شاعرتنا فقد جاءت بنص يفتح الأفاق لقصيدة النثر ، لتكون قابلة لكل الأغراض فتقييد الشاعر ، ووضع الحواجز ، والمعايير تعد من الأمور التي يسعى الشاعر دائماً إلى كسرها ، واختراق هذه النظم ، ومن ثم يتم وضع معايير ونظم لهذا الاختراق ونعود إلى المقولة التي تقول أن اللا قاعدة هي القاعدة الذهبية ، وهذا برغم كون الشاعرة قد أبدعت في شعر التفعيلة ، وكان أجمل ما حافظت عليه هو ذلك الزخم الشعري المتمثل في اللغة الشعرية ، والعناية بالمفردة الشعرية ولعل هاجس الحب ، والعشق هو الطاغي على قصائد الديوان ، ولعل العنوان جعل الشاعرة تنتقي قصائد الديوان البحرين .

0 التعليقات:

قراءة في العتبات النصية في ديوان "سأثقب بالعاشقين السماء" : علي الفهد‏





تتسق عتبات النصوص الشعرية مع طبيعة العصر الذي يعيشه الشاعر وينعكس هذا التفاعل بوعي, وبلا وعي في الغالب الأعم , فالشاعر الجاهلي أفاد من أشكال الحياة والبناء ,وطبيعة العلاقات بين الإنسان والبيئة, والإنسان والمجتمع فكان البيت الشعري في بناءه يشبه البيت /الخيمة وأبدى الشاعر العربي القديم اهتماما كبيرا بمطالع قصائده ,ومناسبتها للمقام والحال ولم يسمِّ الشاعر العربي قصيدته وإنما عرفت القصائد العربية القديمة بمطالعها .

والعنونة سمة حديثة لها خصائصها وطبيعتها ونشأتها ولسنا بصدد التأصيل لها في هذا المقام- ولكن يمكننا الإشارة إلى أنماط البناء الحديثة فالبيت لم يعد بتلك السذاجة فقد صار أكثر تعقيدا في بنائه و تتعددت مداخله وعتباته وأُفرِط في تشكيلها والإهتمام بها ,والبيت الحديث مصمم لإقامة دائمة ,.ففيه الحديقة ,المسبح ,الشرفات ,اللوحات الفنية و...الخ, هذا النمط من الحياة انعكس على الكتابة الشعرية بوصف النص الشعري بيتا للذات الشاعرة تقيم فيه ,وتجعله محلا لسُكناها الرمزية المتخيلة "سُكنى للحلم" .
وفي عصر القصيدة الى حد عصر ما بعد الحداثة انفتحت العنونة على حقول وفنون وعلوم متعددة شأنها شأن النص الشعري ,ولم تعد العتبة هي العنوان فحسب, بل هي العنوان ,اللوحة ,اسم الشاعر, الإهداء والتصدير لمقولات ...الخ
وفي ديوان "سأثقب بالعاشقين السماء " للمبدعة ميسون الإرياني,نجد احتفاء كبيرا بالعتبات النصية توزيعها وتموضعها ,وهذا الاحتفاء والتشكيل ليس اعتباطيا ,إذ يحمل دلالات وسمات أسلوبية تتعاضد وتتمازج مع النص الأصلي وتضيء فيه وستتعرض الدراسة الموجزة لأبرز العتبات النصية في الديوان وهي كالتالي:-
1-اسم المؤلفة /الشاعرة :-
يتصدر اسم المؤلفة العتبات النصية في لوحة الغلاف إذ جاء سابقا لاسم الديوان ولوحة الغلاف ,وحجم الخط هو نفس الحجم لجملة العنوان , وهذا التموضع والتصدر يغاير الأماكن المخصصة لأسماء الشعراء والمؤلفين, فهي في الغالب تأتي تالية لعنوان الديوان ,وأقل حجما من حجم خط العنوان, و هذا الخروج والمغايرة يحمل دلالة الرغبة في تأكيد الحضور في الوسط الشعري وتأكيد الذات المنجزة في ظل واقع نقدي وقرائي يرمي بالمبدع خارج الدائرة موجها اهتمامه إلى النص ليطارحه حوارا يغيب المبدع عن المشاركة فيه.
وهنا تتكشف الغايات من الحضور الملفت لاسم المؤلفة في لوحة الغلاف ,وفي العتبات ما قبل النص الشعري لتصل إلى ست تكرارات لحضور الاسم في العتبة وهو- بالإضافة إلى ما سبق تقديره -احتفاء وفرح يرافق المنجز الإبداعي الأول, وفي هذا التكرار تعبير عن الكينونة والذات .
2- لوحة الغلاف:
تلي لوحة الغلاف اسم الشاعرة تماما وإطار اللوحة مغلق من الجوانب الثلاثة باستثناء الجانب الأعلى وفي هذا الانفتاح تمهيدا لطريق المغامرة والحرب التي تتجه إلى الأعلى "السماء".
وعناصر اللوحة امرأة ولوازمها الجمالية الأنثوية في ذروة البهاء (العقد, التاج, الوردة و البنفسج),والمرأة لفرط نرجسيتها تحمل في راحتها فقاعة بداخلها المرأة هي ذاتها وهنا يتجلى الهم النسوي العنصري في خوف المرأة على العالم المثالي الناعم , فالفقاعة تأكيد فكرة النساء القوارير, والنعومة ,والنرجسية والدوران حول الذات, وتتعالق اللوحة الفنية مع عنوان الديوان بإيحاءات وظلال متتعددة. فبرزو مقدمة امرأة الفقاعة وتراجع مؤخرتها, وفوضى الشعر ,وتشظي التاج مع امتزاجهما بالوان نارية, واللون الأصفر ,البيج والبنفسج ,فهذه الألوان لها دلالتها التي تمثل الرغبة في الاشتعال والثورة, وبقدر ما تحمل اللوحة من جموح وتوهج تخفي في طياتها مراحل من الهدوء والذهول ,يعكسة وجه المرأة التي تهم بالطيران والتشرد .
3-عتبة العنوان "سأثقب بالعاشقين السماء":-
وهي جملة موسيقية تتكون من ثلاث تفعيلات من بحر المتقارب وهو من البحور الصافية وتشعر أثناء قراءتك للعنوان بدفقة موسيقية مصدرها ليس نظام التفعيلة فحسب, فاختيار الأصوات والمفردات المكونة للعنوان تحمل شحنة موسيقية أبعد غورا من الجرس فمفردة الثقب تستدعي صوت وإيقاع خاص ,ليس بالضرورة ما يرافق الثقب في مجالات الإنتاج الصناعي والمادي كون أداة الثقب مغايرة هنا فهي جماعة من البشر موسومة بالعاشقين
وفعل الثقب سيقع على سطح ما سبق لنا وأن تلمسناه من قبل .وهنا في ظل علاقة جديدة لابد أن تسمع موسيقى جديدة تخونك اللغة في التعبير عنها لكن الروح وحدها من تعرفها .
والمفردة الأولى مقترنة بحرف الاستقبال "س" (سأثقب) وحرف الاستقبال في السياق يكتسب دلالة التهديد بالنفاذ وصيغة الفعل الصرفية "سأفعل" تؤكد على الذاتية لكنها الذاتية التي تجعل من الآخر "العاشقين" أداة لتنفيذ طموحها الشعري لما يحمله العاشق من ثورية واستبسال وتضحية في وجه العوائق ,والتي تمثلها "السماء ,ولدلالة السماء خارج البناء الشعري دلالة تحمل معاني الرحمة ,العلو و العطاء بأبعاده المختلفة إلا أنه داخل التركيب الشعري اتخذت مفردة السماء سبيلا آخر تماما يقابل التصور السابق ويقلب دلالته فهي في البناء الشعري تمثل المنع والقمع والإلغاء فالسماء هنا سقف من القيم المتعسفة وتتضمن البنية العميقة دلالة الرغبة في تجاوز المألوف والمعتاد وتهشم جدران الواقع الظالم الذي تنفر منه نفوس الجيل والثقب في السقف الذي تحيل إليه السماء مهما كان حجمه ,فانه إيذان ببدء مرحلة جديدة قد تستدعي النقض وإعادة البناء.
وتستثمر الشاعرة الأحداث والكوارث التي تترتب على إثرها خسائر فادحة في الأنفس والأموال بسبب الثقوب التي طالت الغلاف الجوي ,واخترقت طبقة الأوزون لتهدد بفعل ثقبٍ مشابه تنهار على إثره سماوات الظلم والتهميش على رؤوس من رفعوها .هنا تتعاضد دلالة ثقب السماء بما تحمله من مدلولات كونية ارتبطت بمستقبل الأرض وأفزعت علماء البيئة والبشر والكائنات على وجه العموم مع دلالة الكوارث التي ستحل بدعاة الانغلاق على التقاليد والعادات غير العادلة ,فثقب سماء القبيلة ,الجماعة هو رغبة وحلم في النفاذ لتحل الكوارث بعد ذلك على المستبد الذي يعرف الطاقة التدميرية الهائلة التي تعقب الثقب والتي ذاق وبال أمرها على المستوى المادي في البيئة وهو الآن تحت تهديد آخر في بيئة أخرى تعد الشاعرة العدة لتدميرها, تقول:
أزم الرماد الحزين
وأثقب بالعاشقين السماء لتغفر يا
شارد الغيث ذنبك( سأثقب بالعاشقين السماء,ص79)
وتحضر في النصوص مفردة السماء ومرادفاتها كما نجد دلالات الحفر والثقب وتتساوق مع الدلالة الكبرى للعنوان, تقول:
الإناء مشروخ كقبيلة مهزومة
بين أصابعي يستدير
باستكانة السماء حين تثقبها الصلوات ( سأثقب بالعاشقين السماء,ص64)
فالشرخ الموجود في الإناء /المجتمع هو شرخ قبيلة مهزومة أمام سلطة الحرف والكلمة لذا جاء الثقب للسماء المستكينة التي تمثل ضعف كضعف الإناء والقبيلة بالصلوات الروحية (لحظات الهجس و الابداع)بوصفها تدميرا لسائدٍ مُضطهـِـدٍ من خلال محاولة تأسيس لواقع حر مثالي.
ويكتسب الثقب ظلالاً إيجابية فهو نافذة للإطلال والاكتشاف وكذلك الإنكسار والحفر فهذه المفردات تحيل إلى مكابدة في طريق الظفر بمجهول وغائب :
الثقب في قلبي قادر على جعلك تنتشي
لأنك ببساطةتهوى ارتدائي كل شغف
....
الذي شذبني
قصني جيدا لانكسر باتقان (سأثقب بالعاشقين السماء,ص59,ص60)
وتحضر القبيلة كسلطة غير مرحب بها, سلطة قامعة للمرأة ومهمشة لها
كذا نخسف الموت أنفسنا في رماد القبيلة
نمزق أهدابنا في التراب لأجل القبيلة
تمجد بالخوف يا حلوتي حبنا في القبيلة (سأثقب بالعاشقين السماء,ص105)
4-تصدير مقولات:-
الشعر غاية مرتبطة بل الوجود كالجنة تماما (ميسون)
الشاعر معلق بين السماء والأرض (جوته)
أن تورد اسمك وعباراتك جوار عبارة جوته وفي صفحة فارغة لهذا الغرض, فهذه مغامرة يتجنبها مجايلي جوته.
وفي هذا التصدير تورد الشاعرة عبارة فكرية لجوته تتضمن فلسفة لقراءته في علاقة الشاعر بالموجودات,فتغاير عبارته حسب فهم خاص لعبارة جوته فتربط الشعر بالوجود وكأن جوته نفى عنه هذه الوظيفة ,وفي هذه المجازفة وهم بامتلاك فلسفة يمكن من خلالها مطارحة جوته وأفكاره .قد يعجب المبدع بمقولة أو بيت شعر ويأتي به كعتبة في عمله ولا ضير في ذلك ولكنه حينما يأتي بها ليضعها مقابل إنتاجه موهما بذك انه قد وصل إلى مصافي المفكرين العالميين في إنتاجه, فهذا "زهو متعجرف " يعرفه جوته جيدا وقد نصح الألمان بتركه عندما راهنوا على ذواتهم المتضخمة .
5-صفحة الغلاف الأخيرة :
في الأعم الغالب نطالع الكتب لأول مرة فننظر صفحة الغلاف الأولى والأخيرة _وإن كنت شخصيا أرغب في قراءة الدواوين الشعرية والمجلات بدءا من نهايتها- فالمتلقي لابد له من الاطلاع على الصفحة الأخيرة في الغلاف وهي بلا شك ستسبق قراءته لمتن الكتاب ,والشاعرة تضمن لوحة الغلاف بومضة شعرية هي:
أدرك أن كل ذاكرة عالم
لكني
لفرط ذاكرتي
أجهل
كم عالما هناك...
ميسون
ومن خلال هذا التوقيع الشعري سيكون القارئ تصورا عن طبيعة البناء والتركيب الشعري ,فيدخل إلى النص وهو مدرك للأدوات القرائية التي يجب أن يستعين بها من خلال تصنيفه نمط الشعر وشكله موظفا ثقافته ومستعينا بثقافات أخرى لاسيما طريقة التعبير الحداثية والكتابة الغربية .
والشاعرة هنا موفقة في اختيارها هذه الومضة لما تحمله من سمات أسلوبية تمتد في عملها الإبداعي من حيث(الشكل - المضمون المراوغ أحيانا والمبهم أحيانا أخرى_الاقتصاد في اللغة -التخلص من القافية والروي. والتفعيلة غالبا _الانزياح في التركيب والصورة...الخ)
6- عتبات النصوص الشعرية:-
عتبات ما قبل النص الشعري أخذت مساحة واسعة في الفضاء الكتابي الورقي وعتبات النصوص الشعرية (عناوين القصائد) لن تُسلم نفسها للقارئ إلا في الصفحة -13-بعد المرور على عتبات كثيرة .والملفت في عناوين القصائد أنها أخذت مكانا مغايرا للمعتاد فتموضعت أعلى الصفحة في أقصى اليسار جهة اليسار ولأن النص الحداثي الذي تكتبه الشاعرة يميل إلى التكثيف والإيجاز, فقد أحتل الفراغ مساحة واسعة قبل العنوان وفي نهاية الصفحات ,كما تخلل الأسطر الشعرية وهو -أي الفراغ- لم يعد متهما بالعدمية واللاشيء ,فقد صار متهما بكل شيء إلا من العدمية واللاشيء فهو الحرية التي تحيط بالنص والمتنفس والنقاء الذي تنعم به الكلمات التي هي سكنى الشاعرة.فضلا عن أن الفراغ علامة سيميائية بين الكاتب /الشاعر والمتلقي .
وعتبات القصائد تتنوع في إطلالاتها, فقد تكون جملة شعرية منزاحة على مستوى التركيب والصور والإيقاع مثل"حين تفر الخطايا-المساء هنا منهك كالفضيلة-على بوابة الحلم نؤوي-كأس ينضح بنحن...)وهذه العناوين آسرة في جمالها, وتنضح بشعرية عالية و قد تتقدم النصوص الشعرية مفردة واحدة لما تحمله من مخزون شعوري في الذاكرة الجمعية, وهنا نورد بعض العناوين المكونة من مفردة واحدة, (ضياع_رؤى-زاوية-وتر,وحدة)
وفي الأخير لقد قادتني عتبات الشاعرة إلى مدن باذخة بالجمال والدهشة هناك حيث تتحد المتنافرات وتنافر المتشابهات لغاية واحدة ورئيسة هي محاولة الإمساك بالجمال الذي يسكننا فنمسك بخيوط تحيل إليه ويظل نافرا .قدره أن يظل نافرا وقدرنا أن نتشرد في أوديته وشعابه

0 التعليقات:

رباعية لـــــ"إدغار آلن بو"





1

في المنام،

طارت الكاميليا

غفت السماء

لمعَتْ قلوب المجانين

كي تنقذ العالم..

2

في الحب،

يولد الحنّـاء

ينام البدوي مدركا لخطيئة الصحو..


3

في الوطن،

هذه الغيمة التعبه

يشتعل الحنين أطفالا

يرسمون أغانيهم

بأحلامنا القديمة عن "أقزام الكريسماس".

4

نائم كحملان القرية

أي: نوفمبر العجوز

حين سقط نجمه

تعلمتُ البكاء

حين غفى ثانية

تعلمتُ الخطو

وحين استيقظ

تعثرَ _مثلي_بجنيات المطر !



*شاعر ,قاص وناقد أمريكي يعتبر, أحد رواد الرومانسية الأمريكية

0 التعليقات:

وحيِدين كنّــــــا







مدّ نبضك فينا وصغ من سماك ملائكة لرؤانا
وارسم الريح دالية
ثم
غ
نِِّ
فالصباح يطل من الروح يلثمنا
ويغرد في تيهنا
فننام
يرتِبُنا قمر وتعيد ابتكار أصابعنا نجمةٌ..



للمدينة والدة تغزل الماء في كفها..


_مثلنا إن رقصنا_


والعصافير تحمل أقدارها ..


_مثلنا إن ضحكنا_


والجبال تزين وجناتها وجلا إن ضحت في تراتيلها غافية..


_مثلنا إن رسمنا جدائلنا في الغروب_


صف لنا فتنة ,
غيمة
إذ تلاشى فؤادك تنبت في ثغرها أمنياتك:


وردة
إن حبا شوقها مرهقا هدهدتها الكمنجات.



للمدينة جوربها القرمزي
توزع بسماتها للمساكين فاكهة


_مثلنا إن غوينا نبعثر _في خفة_ شجونا_


وتوزع للون في صمتهم أجنحة.


_مثلنا إن سُقينا الحروف...
وحيدين كنا
بفجر حزين وغيب بألامنا يتغنى_


قل لنا كيف يبدو الطريق إلى الضوء مرتبكا ومريبا
يغلُّ السراب تقاسيمه بالوجود؟


للمدينة قلب فتي ّ


ولي الأمكنة..

0 التعليقات:

أحبك أن تغني..





غارق في نزيفك المتعَب
متكئ على صبارية مزخرفة
تربي ضعفك
القصيدة عاجزة أن تغلف أحلامنا
مثلنا
ظامئَة ..
القصيدة بنت جهنم ..
وجعنا الآسير
هكذا قلت لي مرة
قبل أن تذرف صخبك
وتغادر..
قلت لي
أنني لست أثمر إن سكَبت فؤادي على المتعبين
أنني إن عطشت ولم تروني الريح
لأقفز
وأقطف نغمة..
لا بأس أن أفقد ضوئي إن فككت قيد الليل
لا بأس أن ترقص بينما أذوي
(غنِّ ... أحبك أن تغني وتحدث الاطيار عني)

1 التعليقات:

«كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة»سأثقب بالعاشقين السماء \إسماعيل بن محمد الوريث






في رحلته الشعرية يذكر البردوني العظيم أن إريان هي «قرية تجمع أسرة واحده، وتجمع هذه الأسرة قرايح الشعر وأؤكد على قرايح الشعر، لأن الشعر شعر قريحة وشعر عبقرية، ويتميز شعر القريحة بغزارة الإنتاج وقوة النظم والسهولة غير الممتنعة عن المحاولين، أما شعر العبقرية فهو شعر التصور البعيد والخيال المحلق،  الذي يسبر أغوار الأرض ويشتم أسرار النجوم، وشعر آل الإرياني من النوع السهل العذب قريب المتناول يشبه أشعار ل«أبي العتاهية» الذي قال عن شعره : «إنه يأخذه من كُمَّه» ولعل السبب في هذا أن آل الإرياني أهل فقه لم تسعهم المتون فدخلوا دنيا الشعر من أقرب أبوابه بلا زحام، ولهم في الشعر شهرة لا تجتمع لقبيلة، فقد قيل أن علامة بلوغ «الإرياني» «قول الشعر» أما تبرير إيراد ما قاله البردوني عن مدرسة إريان الشعرية فهو أنه مر بي حين من الوقت تدثرت فيه أشعار الأسر الشاعرة طامحاً الى أن أقوم مع من يوافقني من الأدباء بتنفيذ أو البدء بتنفيذ جمع شعر الأسر الشاعرة بما فيهم شعر آل الإرياني الغزير وكنت قد فاتحت الشاعر المرهف لطف بن محمد بن يحيى الإرياني في موضوع جمع شعر آل الإرياني واقترحت عليه القيام بهذا الأمر عارضاً عليه مساعدتي ووعد وعله يفي.. وبين يدي الآن ديوان شاعرة إريانية شابة «سأثقب بالعاشقين السماء» وعلى حد علمي فهي أول أنثى إريانية تكون علامة بلوغها الإبداع قول الشعر مع شيء من التحريف لقول البردوني، أما عن قول البردوني عن أن شعر الأراينة شعر قريحة فقد جاءت «ميسون» لتغير المعادلة فشعرها شعر عبقرية على حد تقسيم البردوني نفسه، فهو «شعر التصور البعيد، والخيال المحلق.. الخ» وهو شعر «يعلق الشاعر بين السماء والأرض» كما قال «حوته» وهو «غاية ترتبط بالوجود كالجنة تماماً» كما قالت «ميسون» وهو شعر يوقظ فينا الاحساس ويشعرنا بأننا«أمام صوت شعري جديد ومع مبدعةٍ تسجل- عند أول الطريق- حضوراً يعكس نقاء الإنسان وصفاء القصيدة في رحلتها الجديدة.. كما قال كاتب مقدمتها: المقالح الكبير تقول ميسون: «يراقصني الوجع حد إرتقاء النور، من بعيد ياحبيبي أشتهي العدم أذوي من بعد أن ألثم الذاكرة بما تبقى من تلك الروح في ولكنني أنسى أن أموت، وكأنها تقصد أن تذكرنا بالبردوني وقوله:
تمتصني أمواج هذا الليل في شره صموت
                                    وتعيد ما بدأت.. وتنوي أن تفوت ولا تفوت
فتثير أوجاعي وترغمني على وجع السكوت
                             وتقول لي: مت أيها الذاوي.. فأنسى أن أموت
 

0 التعليقات:

charisma



 By Maysoon Al- ُُEryani
Oh God

I realized that I will shine like a poem

\ at Once \

I will defeat pain
.

Dear my fake friends:

Poetry" Is an innocent lie can charm time
.

0 التعليقات:

[Do not believe]








 By Maysoon El- Aryani

Do not believe in me
The stars told me that I am fading away
And the soulful autumn will take me softly from the children's delight.

Do not believe in me

My sweet Memories aren't due for this exhausted land
Nor, that depressed history in my heart.

Do not believe in me
Cuz, I am still under the Apple tree
Bury my voice
Then create a flower
That doesn't Want to be alive.

0 التعليقات:

Rainbow asleep in the Hat


 

By Maysoon Al- Eryani

Everything says how you may die
Why do you keep singing your name
You need not to wear that pure voice
Or A fragrant hat
No need to hum with a voice that is not yours
With A fake throat
you  need not to burn your dreams
Or smoke a large opium cigarette
Just throw me away
While I’m clinging to your bored perfume
And keep standing against the sky
Whenever it ignores you
Just say "Damn"
And the rainbow will collapse
Then, you wouldn’t die alone
Or so you believe:
That only two of you can be quiet:
The poet
Who has left his morning, lonely, dawn to rust
And the philosopher.
Who has broken the chessboard
Then sank in divine music
So did the birds say
Before the world could wake up

0 التعليقات:

Al-Eryani wishes for more engagement in cultural institutions \ Written By: Raghda Gamal


Maysoon al-Eryani, a young female poet, moved confidently through the Yemen’s literary scene, becoming one of the most famous young poets. Last year, her first divan, “I’ll penetrate the sky by lovers,” was published – gaining positive reviews from a lot of critics.  
Yemen Observer (Y.O): When did you start poetry writing?
 

Maysoon al-Eryani (M.E): I am still in my beginning. Yet, let me talk about the start of my passion with poetry. I began at an early age writing and it was not poetry as it was more like just thoughts and short stories. Later, I turned to poetry.
 
Y.O: Last year, the most famous published collections of poetry were written by female poets, Mrs. Huda Ablan, Mrs. Lamia al- Eryani and you. Where is the role of men in Yemeni poetry?
 

M.E: I believe that the man’s role is completely contiguous with the role of women in the creative process, or at least that’s what we seek. Actually, there are many young men who have issued their poems such as Hassan Sharaf al-Din and other colleges, but the media didn’t give them the same space that we took or maybe they themselves did not pay attention to activate their media’s image.
 
Y.O: Do you think that there is encouragement for young poets?
 

M.E: There is a dearth of what cultural institutions are offering to the young artist in general. I hope that their plans for New Year’s carries out greater attention and support to this important group of all mankind, which will contributes to the progress and development in Yemen.
 
Y.O: Do you believe that the Yemeni people could be interests in such literary productions?
 

M.E: Usually, there is a specific category, a category of intellectuals who are really interested in some extent in acquisition of such versions. Yet, recently we see a kind of awakening, especially among the youth, including the desire to read and to know.
 
Y.O: How was the public reaction towards your divan?
 

M.E: Thanks to God. The reaction is amazing so far; I received a lot of encouragement, more than what I could of imagined.
 
Y.O: What is the message that you wanted to send to the average reader through the divan?
 

M.E: There are several indirect messages. One of the messages is to show the charm of the Arabic language; it deserves to be heard more. I also wanted to prove that Arabic poetry will never be a heavy burden on communities.
 
Y.O: What is the divan you like the most from last year and why?
 

M.E: “Jenyat Shoman” by the Saudi poet Zaki al-Sadair. I liked his language, structures and themes. His creative work reflects a delicate sense of the word, and I would advise everyone to have a copy from it.
 
Y.O: What are your future plans?
 

M.E: To finish my university education successfully, to write in a way more beautiful and to preserve the people’s confidence.
 
Y.O: Finally, what is your wish for the year 2010?
 

M.E: To live in peace in a country that loves us as we do
.
http://www.yobserver.com/culture-and-society/10017922.html

0 التعليقات:

Twitter Updates