عن الشاعرة ميسون عبد الرحمن بن يحي الإرياني , صفاء وعذوبة شعرية\ مطهر علي الإرياني


عن الشاعرة ميسون عبد الرحمن بن يحي الإرياني

 صفاء وعذوبة شعرية


إن في اليمن لشاعرات مبدعات يحملن منذ البداية أصواتهن الشعرية الواضحة ويبرزن هوياتهن الإبداعية  المتميزة.

والشاعرة ميسون الإرياني واحدة من هؤلاء, حتى يمكن القول:إن عبارة شاعرة واعدة تغمط حضورها الشعري القوي, منذ أول مجموعة شعرية لها بعنوان (سأثقب بالعاشقين السماء).


بعد أن سلم لي والدها الذي يصح لي أن أدعوه :"الولد" – عبد الرحمن يحيى الإرياني هذه المجموعة لإبداء الرأي لم أكد أقطع شوطا في قراءتها حتى عجبت أن يكون أول صوت أسمعه لهذه الشاعرة على هذا المستوى من الصفاء والعذوبة الشعرية وتعجبت أن لا يكون هذا الصوت مسموعا على الساحة الشعرية كلها فقد وقفت أمامي الشاعرة "ميسون" من خلال هذه المجموعة , شاعرة متمكنة كأنها قضت ردحا من الزمن واندهشت حينما علمت أنها لا تزال في أول سنيها في الدراسة الجامعية وأنه لم يسبق لها أن نشرت شيئا من شعرها إلا في مجالها الجامعي فحسب ورغم ما عرفته عن عمرها الذي لا يزال مبكرا إلا أن قامة الشاعرة المتمكنة ظلت ماثلة أمامي كلما قرأت شعرها في هذه المجموعة , ولم تستطع طلعة الشاعرة الواعدة – بمقاييسها المعلومة – أن تحل محلها .
وشعر (ميسون ) في المصطلحات النقدية , يندرج تحت مصطلح (الشعر الحديث) , إنه – بكل صدق وتجرد – شعر حقيقي , يمتلك أهم شروطه الإبداعية , ولا يملك من يقرأه إلا ان يردد : يا له من شعر جميل !
إن جماله يأتي من عوالم الشعر البعيدة الغامضة ! ولما كانت الموهبة الفطرية , شرطا أوليا لابد منه للشعر , فإن موهبة الشاعرة من خلال هذه المجموعة , واضحة كل الوضوح ,وخاصة من خلال قصائدها التي اختارت لضبط موسيقاها الخاريجة , الإيقاع ( التفعيلي) , وللقارئ أن يختار أي واحدة من هذه القصائد , ليجد أن تفعيلاتها – على تنوعها – مضبوطة حسب شروطها كل الضبط, ويأخذ بعضها بأعناق بعض فهي منسجمة ومتناغمة من أول القصيدة إلى آخرها, وهذه الموهبة التي تقيم للشعر العمودي أوزانها, وللشعر الحديث موسيقاه .
ثم لما كانت الثقافة والقراءة , وسعة الإطلاع, شروطا ضرورية  لإثراء الموهبة وإغنائها, فإن ثقافة ( ميسون) , تتجلى في مستوى رفيع, لا بالنسبة لسنها, بل قياسا بكثير ممن قطعوا أشواطا أطول, في ميادين الممارسة والإبداع . ويتبقى لها في يدها شرط الإستمرار , سواء من حيث إغناء الموهبة , أو من حيث صقلها بالممارسة , فهي شاعرة متمكنة , وعمرها المبكر كفيل بأن يجعل منها شاعرة كبيرة , لا على ساحة الإبداع اليمني فحسب بل وعلى مستوى الإبداع العربي بصفة عامة .
و تجنبا لللإطالة , فإن ما يجب التنويه به , في شعر (ميسون ), يمكن إيجازه مبدئيا بالنقاط التالية :

1-   1_سلامة اللغة وصحتها , طبقا لقواعد (علوم الآلة ) , فليس في هذه المجموعة في الجانب النحوي والصرفي والبياني , ما يجب تصحيحه وتقويمه. وإنه لأمر محمد لـ (ميسون) في مثل سنها ومرحلتها التعليمية خاصة في ظل ما نسمعه ونقرؤه , في الساحة العربية إجمالا , من الشكاوى التي تلهج بضعف المناهج التعليمية , في تقريب اللغة العربية وتمهيد صعابها , أمام الطلاب وسائر الشباب , حتى أصبحت إجادتها والإلتزام بقوعدها , لا عند الخريجين و المتعلمين فحسب , بل وعند المنتجين والمبدعين , من الأمور الصعبة .
2-    2_سلامة التراكيب اللغوية , وجمالية التراكيب الشعرية  فشعر ( ميسون ) ملتزم إجمالا بسلامة الجمل والتعابير طبقا لقواعد اللغة وعلوم البيان , هذا من ناحية , ومن ناحية اخرى , فإن فيه من التراكيب الشعرية , ما يبدو مخالفا للكتابة التقريرية , ولكنها هنا تراكيب شعرية جميلة , ولا تخل بأسس لغتنا الجميلة , وغاية ما توصف به أنها غريبة , ولكن من قال أن الغرابة غير مطلوبة في الشعر ؟! إن أحسن ما يقال في الشعر من مقولات هو القول : ( إن أعذب الشعر أغربه )


3-   3_ سلامة الموسيقى الداخلية والخارجية , في القصائد المندرجة تحت مصطلح (القصيدة التفعيلية) من حيث سلامة التفعيلات التي اختارتها ومن حيث تنوعها من جانب , وتناغمها من جانب آخر . ثم : سلامة الموسيقى الداخلية أولا, والخارجية ثانيا , في القصائد النثرية , من حيث موسيقية مفراداتها اللغوية , وعذوبتها الشعرية الرقيقة , مما يجعل للقصيدة موسيقاها الداخلية في المفردات , وموسيقاها العامة الخارجيه في تآلف هذه المفردات .

وأخيرا قد يقال أن في شعر (ميسون) غموضا هنا وإبهاما هناك , وهذا يبدو صحيحا. والقضية هنا قضية ذات مجال واسع , ولكن يمكن أن يقال بإيجاز : إن الغموض في الشعر غموضان غموض رهيف , وغموض كثيف . فأما أول فيشبه الضباب الخفيف الذي لا يحجب المنظر الطبيعي تماما بل يشف عنه  ويوحي به , فترى العين منه ما ظهر , ويرى الخيال منه ما خفي , فيتكامل المنظر في العين وفي الذهن , وقد تصير صورة الخيال الذهنية , اجمل من صورة البصر الواقعية . وأما الثاني ,فلا يقع فيه إلا المدعون الذين يقتحمون ساحة الشعر وهم لا يملكون حتى الموهبة الفطرية الأولى أو الإتباعيون الذين يقلدون  ( المدارس الشعرية ) العبثية – وفي هذا العالم عبث وعابثون في كل المجالات - , وما أبعد الشعراء الصادقين من كل هذا .
وختاما , فإن وصف (ميسون) بـ( الشاعرة المتمكنة ) , لا يتعارض أبدا مع كونها ( شاعرة واعدة ) بحكم أن مجموعتها هذه هي أول إبداعاتها التي تعدها للنشر, وبحكم أنها في بداية العشرينات من سني عمرها المديد إن شاء الله .
والوعد يكون على قدر واعده , ومن يكون وعدها على هذا المستوى الشعري القوي الرصين الجميل , والغني بالدلالات على الشاعرية المرهفة والثقافة الواسعة فإنها – بعون الله وتوفيقه- تبشر بظهور شاعرة كبيرة جديدة , لا على مستوى اليمن الموحد الجديد, بل وعلى مستوى ما ينتظر الوطن العربي من مستقبل جديد مجيد أيضا .


0 التعليقات:

الشاعرة ميسون الإرياني ومهارة الصورة الانزياحية \ * مجيب أحمد السوسي


الشاعرة ميسون الإرياني ومهارة الصورة الانزياحية
* مجيب أحمد السوسي
الأحد 20 ديسمبر-كانون الأول 2009




حينما ترغب أن تتصفح ديوانها:«سأثقب بالعاشقين السماء» تجبرك اللغة الطيّعةٌ لديها، على قراءة الديوان هذا بجدية وإمعان، ولتتناول ـ معظم ـ القصائد التي تضمنها المجموعة من حيث الشكل والمضمون فحسب.
«ميسون» لها علاقة كبيرة في النفاذ إلى تجارب الغرب الأوروبي، والآداب العالمية، وهذه ميزة لافتة، سهلت لها الدفق الشعري على مستوى لائق وواسع، وأعطتها مساحة لكي تُظهر البراعة التي اكتسبتها، وزينت بها الومض في تراكيبها النثرية المعبأة بفنية الشعر والتي أدت مدلولاتها المتحركة في استكشاف شغف الرجل وتحولاته النفسية:
حرمتك شفتي
فأضأت لي لغتك
إنه بُعد حيوي في علم النفس، من حيث المعنى واختزال بارع من حيث التركيب اللغوي والفني فلو أن العاشق حصل على نبيذه، لأطفأ الرغبة ووسيلة العصا السحرية، ولظلت لغتة صامتة ومطفأة..ولا يحتاجها،غير أن الحرمان ترجم عواطفه إلى لغة تتشظى إضاءة وبريقاً.
تبكر اللغة المعطرة والدافئة في صحف ميسون، ويباغتك المعنى لديها، ليجعلك تنهض ببصيرتك،ومملكة حواسك إلى الغصن الأسمى في هذه اللغة المدهشة:
اتكئ صوب روحي قليلاً
وكن طيباً
سأشعل ظلاً هناك
ليؤنسنا
ثم إن ميسون تريك أنها اقتربت في الواجدانيات إلى فضاءات الملاحم، عندما تشم الطبيعة في صمت الرؤى الإنسانية وسكينتها، فتشعر أنك تلخص الكون:
المدينة هذا المساء تنام
كأنثى يمشطها الهمُّ
ينذرها طاقة من عصافير
عندما تقرأ كثيراً من المجموعات الشعرية في كل العواصم العربية، كأنما تقرأ قصيدة واحدة، تتشابه القصائد رتماً، ومعنى، وطلسمة وغيبية.. وصوتاً..
في قصائد / سأثقب بالعاشقين السماء/ تتبدّل ـ كقارئ ـ بين مقطع شعري، ومقطع آخر وينتابك شعور دافق في القصيدة الواحدة ترابطاً، ومدلولات وبراعة في الإيجاز وحميمية في التفاصيل أيضاً.
إن حضور القصيدة في القصيدة، وأنت أمام نص شعري متكامل ـ ودعك من أن يكون النص لجدتها أوجدّها ـ وبالمناسبة فأنا أزعم هنا ـ بقوة ـ أن النفاق النقدي، أو المجاملات في العهدة النقدية العربية المعاصرة تميل كثيراً بهذا الاتجاه.. ربما بدافع التشجيع وهذا يقتل صاحب النص والنص معاً، وربما بدافع التملّق وذلك يطمر السوية النقدية الأخلاقية أنا ـ شخصياً ـ لا أعرف الشاعرة، ولم أتحدث إليها، ولكنني عرفت مجموعتها الشعرية الفذة، وهذا ليس تبريراً ما، ولكنه إشارة مبدئية ثابتة وصادقة.
مهما يكن من أمر، فإن نصوص ميسون الارياني في خزانتي النقدية، ستكون مرجعاً مهماً لمحترفي القصيدة الحديثة أو للساعين إلى كتابتها أو تعلمها، نظراً لاكتمال التجربة التي تبرئ ساحة نصها من المباشرة أو السردية، وتمكنها من الاتكاء على الصورة الانزياحية، بحساسية عالية وعمق فني جميل:
عجب من نبيين يؤويهما الورد
بين الجدائل
فاحتضرتُ!
أمسكا وجنة الريح،
علّ الطريق يضل الطريق،
ويخطف قلبيهما
عندها تُكسف الشمس،
تنثر أصواتها في شفاه الجبال
إنه تفجير مترف لطاقات اللغة، وهنا أريد الإشارة إلى أننا لم نستخدم إلا ثلاثين بالمائة من طاقة لغتنا العربية، ولا أعني بذلك المفردات،وإنما أعني كيفية تركيبها، وجمالية استخدامها.
فالمفردات ـ كما نعلم ـ متناثرة على جانبي الطريق، غير أن صناعة الدهشة فيها تحتاج إلى فنية عالية، وهنا لابد من الاستشهاد ببيت واحد «لنزار قباني» الذي يقول:
تبكي الكؤوس فبعد ثغر حبيبتي
حلفتْ بألا تسكر الأعنابُ
البكاء، الكؤوس، الثغر، الحبيبة، الأعناب كل هذه المفردات البسيطة متوفرة لدى الجميع أما القدرة الشعرية على توظيفها وإدهاشها فأمر آخر. نحن ندرك أن الخمرة تؤدي إلى السكر والثمالة، أما أن يجعل نزار الخمرة هي التي تثمل ـ بعد ابتعاد شفتي حبيبته عن الكأس ـ وبكاء هذه الكؤوس، ويمين الأعناب غير المحنث بأن لاتدوخ أو تسكر مرة أخرى !!
وهي التي تقوم بوظيفة ـ سُكر/ الآخرين، فجاء من يٌسكرها ويجعلها تترنح لذاذة وطيباً، فذلك هو الإدهاش ذاته.. من هنا، فإن لغة ميسون الارياني ليست باللغة الكسولة، وإنما استطاعت ـ برأيي ـ أن تضيف جزءاً بالمائة إلى استخدامات لغتنا وإلى فنية كنوزها التي تنام في اغفاءة واستطاعت أيضاً إظهارها وإخراجها من الحالة الاعتيادية والمكرورة إلى نمط متفجر ومتحرك وأن تمهرها بخاتم الإبهار والومض والحداثوية المشقة.
تكاد المجموعة تخلو من الأخطاء النحوية،ربما لأن ظلال المفردة المنقحة،والتي مدّت فيئها على المعنى،جعلت هذا المعنى مسبوكاً ، ومخيماً على الهنات القليلة.
نصوص المجموعة حقول متنوعة الثمار، وقد اتخذت مكانتها الشعرية في ديوانها/سأثقب بالعاشقين السماء/




*أديب سوري شاعر وناقد
http://www.algomhoriah.net/atach.php?id=26304

0 التعليقات:

في القبعة.. ينام قوس قزح







كل شيء في هذه السماء يشرح لك كيف تموت

فلماذا تستمر بتكرار اسمك ؟

لا حاجة أن تلبس صوتك النظيف

وقبعتك الفواحة

لا حاجة أن تدندن بصوت لا يخصك

بحنجرة رَمِده

لا حاجة أن تأكل قلبك

وتدخن سيجارة أفيون كبيرة

يكفي أن تقذف بي بعيدا

متشبثة برائحتك الضجرة

وتستمر بالوقوف ساخطا على السماء

\حين تُعرض عنك\

يكفي أن تتفوه بكلمة :
( تبا )

ليستقيل قوس قزح

ولا تموت وحدك

أو هكذا تظن بأن السَكينة تتسع فقط لاثنين منك 
أحدكما شاعر

ترك صبحه مفردا

ليصدأ

والاخر فيلسوف

حطم رقعة الشطرنج

وغرق بالموسيقى

هكذا قالت العصافير

قبل أن يستيقظ العالم

0 التعليقات:

كـــــــــــــــــــــف






العالم يئن
 
كأسكافي عجوز
 
بكف واحدة
 
يلمع أحلامنا اليابسة!

0 التعليقات:

حظ







الجيد
 
أننا لا نشبه الحزن
 
لكننا أيضا
 
لا نشبه السعادة !
.

0 التعليقات:

دفء











كغدير
 
سينقبض
 
ليخبئك
 
حيث يَخفى السؤال
 
وتعبَدالمسافة
 
وكالليل الصبي
 
في اللامكان
 
سيرقص.

0 التعليقات:

متكـــأ










كم الآن؟

أدرك أني سأمر كقصيدة

\لمرة واحدة\

سأمزق الألم.

أيهاالمزيفون\أصدقائي

الشعر

كذبة بيضاء

تفتن الزمن.

0 التعليقات:

لا تؤمنوا











لا تؤمنوا بي
 

النجمة خبرتني أني سأندثر
 

و يزرعني الصيف نعيا

 



لا تؤمنوا بي
 

لأن الوطن الجائع

لا تكفيه ذاكرتي,
 

تاريخي الأعرج ,
 

ولا النافذة المعطلة
 

المدرجة
 

في فهرس أصابعي..



  لا تؤمنوا بي
 

لأني تحت شجرة التفاح
 

أقضم صوتي
 

وأزرع زهرة
 

هي ذاتها
 

لا تريد الحياة.


0 التعليقات:

د.عبد العزيز المقالح \ مقدمة لديوان سأثقب بالعاشقين السماء









د.عبد العزيز المقالح



هل أستطيع القول بأن الجيل الذي سبق جيلنا من الشعراء كان مؤمنا بأن الشعر قادر على تغيير الواقع،وأن جيلنا شارك ذلك الوقت في إيمانه ذاك ثم انكفأ على نفسه وتواضعت أحلامه إلى درجة بات معها يرى أن الشعر قادر على تغيير نفسه فقط، أي تغيير القصيدة وتركيبها؟

وهل أستطيع القول إن الجيل وربما الأجيال التي جاءت بعد جيلنا قد تخلت نهائيا عن فكرة تغيير الواقع عن طريق الشعر،واكتفت بأن تكتب الشعر كما يريد أن يكون متحررا من أي هدف سياسي أو اجتماعي إلاَّ ما جاء عفوا أو دون رهانات أو اختيارات مسبقة؟

إن نظرة نقدية ثاقبة لما تكتبه الشاعرات والشعراء من الجيل الذي تفتحت مواهبه مع بدايات القرن الحادي والعشرين تشير إلى أن الكون بأشيائه وكائناته وتناقضاته كتاب مفتوح بين يدي هذا الجيل يقرأ فيه بحرية مطلقة ما يشاء ويكتب عما يشاء ، ومن حقه علينا أن نشهد له بأن لغته العربية سليمة وهي في أحيان كثيرة لغة ماكرة وبسيطة تقول كل شيء بطريقة مختلفة وخالية من بلاغة الإنشاء . لغة تميل إلى الاقتصاد في الكلمات وإلى اختزال في التعبير يستوي في ذلك مقارباتها العاطفية او الفكرية.

تتناثر هذه الإشارات في ذهني ثم إلى الورق في أثناء قراءتي المجموعة الأولى للشاعرة الشابة ميسون الإرياني ، هذه الإنسانة المسكونة بالشعر والمعجونة به والتي إن حافظت على براءتها الشعرية ونزقها اللغوي الجميل وإذا سلمت من قهر الواقع وسطوته سيكون للوطن منها شاعرة متميزة.

عنوان المجموعة المثير هو(سأثقب بالعاشقين السماء) وقد وضعت على عتبته عبارتين جميلتين أولاهما للشاعر الألماني الأشهر(جوته) تقول:"الشاعر معلق بين السماء والأرض"، والعبارة الثانية للشاعرة نفسها وتقول :"الشعر غاية ترتبط بالوجود كالجنة تماما..." وتنقسم قصائد الديوان إلى قصائد ذات غنائية خافتة تلتزم التفعيلة ،وإلى قصائد نثر تحلق خارج الوزن والإيقاع .


ومن نماذج قصائد التفعيلة قولها:
خذني إليّ                           

أجوب المرايا

يذوب اشتعالي على وجنتيك



أفيء إليك من الخوف



ترمي هواي على بعد شعرة

وتُسكنني في فضاء بلا أنت

يمنحني الخوف شارته

وأغني على الجمر سّرك

تذوي

فأذوي.


أول ما يلفت النظر في هذه القصيدة القصيرة التلقائية البديعة في التعبير عن الذات، وهذا التركيب اللغوي المتمرد الذي جاء في السطر السادس "وتسكنني في فضاء بلا أنت" وهو تركيب شعري متفرد رقم صدمِه للمألوف اللغوي "فضاء لست فيه" أو " لا وجود لك فيه" . وهذا مثال آخر من قصائد النثر يؤكد أن الشاعرة تجيد استثمار التحرر من قبضة الوزن في تكثيف وإثراء الدلالة إلى أقصى حد:

الحلم يتكدس عند رائحة اسمك

كل يوم ملاك عند ضفة الكون

يداعب نجمتنا

يقفز

تتنهد الريح ..

تنساب ضفائر ميعادنا عند نبوءات لم تحترق .هكذا وعلى امتداد قصائد المجموعة يلاحظ القارئ أنه أمام صوت شعري جديد ومع مبدعة تسجل _عند أول الطريق_ حضورا يعكس نقاء الإنسان وصفاء القصيدة في رحلتها الجديدة.


كلية الآداب ـ جامعة صنعاء

17\5\2009



1 التعليقات:

ميسون الإرياني تتوعد في باكورتها"سأثقب بالعاشقين السماء"\ محيي الدين جرمة






قال عنها الشاعر والناقد الدكتور عبد العزيز المقالح :"إن حافظت على براءتها الشعرية سيكون للوطن منها شاعرة متميزة."



ميسون الإرياني تتوعد في باكورتها"سأثقب بالعاشقين السماء"




محيي الدين جرمة


صحيفة اليمن الثقافية





صدر عن دار فراديس للطباعة في البحرين الديوان الأول للشاعرة اليمنية ميسون الإرياني ويضم بين دفتيه عددا من النصوص الشعرية التي تجاوزت من حيث معطى الإختلاف على صعيد الشكل والمضمون كما أن الديوان الذي بين أيدينا يحتوي على 124 صفحة من الورق المتوسط والخفيف الحجم بطباعة أنيقة وغلاف مرصع بأخيلة اللون وأمداء الكتاب.وفي مقدمة ضافية لهذه المجموعة الباكرة يكتب الشاعر والناقد الدكتور عبد العزيز المقالح " تتناثر هذه الإشارات في ذهني ثم إلى الورق في أثناء قراءتي المجموعة الأولى للشاعرة الشابة ميسون الإرياني ، هذه الإنسانة المسكونة بالشعر والمعجونة به والتي إن حافظت على براءتها الشعرية ونزقها اللغوي الجميل وإذا سلمت من قهر الواقع وسطوته سيكون للوطن منها شاعرة متميزة."

وميسون الارياني تستهل باكورتها الشعرية بسؤال يشير بتلاش لصورة الليل إلا من الشاعرة إذ يتجمع وجودهاالناهض في تركيب الصورة الشعرية المتخيلة كــ "ليل" بارق وإنما هي كبقاياه أو بقيا منه .كذلك يفضي حنان حروفها عبر خفه وكمان صوتها وحيائه الكتيم وميسون بإرادة صريحة تكشف ربما لأول مرة عن علاقة سابقه لها بكتابة تفعيلة تتوسم الماء وهي من عهد في النشر غالبا على التجريب في كتابة قصيدة النثر ولعلها مغامرة الواثق بيد أن الشاعرة هنا ترواح بين السؤال بعفوية الحضور وبين استشراق اللغة.


لغة اللحظة بصفاء معطى قصيدة ,تنعكس في مرآة ظلالها كأغنية تختبر مدى ما قد تستوعبه شساعة الوقت وفي لغتها باتجاه محمولات ميتافيزيقيا النص وهي إلى ذلك تنصت إلى دواخل شاعريتها برؤية واضحة القصد ومسترسلة وكأنها قد خبرت المكان في نفسها وسكبت ثريات التأمل في زهرات غيومه واعدة بانسكاب ضوء من أصابع الوقت وبلون السماء المعرضة لخطر لكن من نوع رحيم هذه المرة لعله اقتراح غير مألوف لتحليق يتأبى إلى أن تكونه الشاعرة كنبتة شموس في رقاع التراب وزرقة الإحتمال المأخوذ باندهاش الحلم ووردة المجاز والمجاوزة في آن . وحيث يأخذها التحدي أيضا لضوء نجمات الضوء .نجمات سباقٍ تأنقن

للارتباك المفضي إلى رقة الشجر اذ ينظر مخترقا عتمة الابعاد إنها زيارة شعرية خاطفة هذه التي أرادت شاعرتنا أن تتنبه معناها في لحظة بصر وترقب لأحلام نومها وتسويف وعيدها القائل "سأثقب بالعاشقين السماء" ألذلك تطفح السماء المقصودة بفوضى الكلمات أم بتصفح حديقة الأم الكبيرة في حدس الشعور ؟.

ميسون موهبة تصنع مفردتها من جذور الكلمة فيزهر أسلوبها على السطر سلة من فواكه الماء ليس لكونها أنثى تستحق إطراء قصيدتها بما لا يرتجيه قصد الدلالة لكنها وبخاصة أذ يبدو في مجلى ما في نماذجها تحولا تجترح من خلاله كتابة "القصيدة الحرة " وبخاصة حينما كانت لا تزال وصفا و تنظيرا وطموح رؤية لتتداعى تحولات الصفة والموصوف بعد ذلك وتنهدم الجدر وتتهاوى التنظيرات إزاء خيارات الجديد والراهن بمعطياته لكن لتتبدى من حولها التأثيرات المناخية إذ بفعل "تسونامي " المفاهيم والنصورات

الحديثة اقتضى التراكم في إرث الشعر في سياقه التاريخي بلا مألوف العديد من النصورات الشكلية وصيغ شتى لشعرية اللحظة الراهنة وتقنيات وأبعاد اشتغالاتها المختلفة وها هي ميسون بقيت تتلمس المختلف والمتجاور في تجربتها محاولة النحرر والإفاقة من تنميط العادة فهي تملأ فراغ بياضها ببياض آخر ماحية حبر الليل بغيمة الأثر كطبشور يطلع من غبار الروح وشراهة الضوء المتخيل في عتمات مدربة على الاستقرار والنوم ابتسامة تهندس أعيادا جديدة لأحزان تنتظر وأهلة يغمرها الماء في شظايا الأعماق .طفولة ولغة تتحدث اللغة هواء يحافظ على صحته ليتنهد ببإحساس تجربة طرية العود وبصيغة اندفاق لشعرية السؤال واثره ما يشبه فعل أو جواب الشرط حيث تسأل الشاعرة بدفء مرآة خيالها :

"ماذا تبقى من الليل غيري

ومن ا لقديسة

تستهل الدعاء بأغنية للمساكين ؟"

تلك إذا ميسون الإرياني شاعرة أثثت المعنى بحضورها وفرشت الملتبس يعطر الفهم لتثبت أنها صوت قادم بخفته ولمسته الخاصة بعشق الرهان الماتح شعريته من هواء يشبه المطر ا يؤثث صباحات كابية بطفولة اللغة الشارقة ببهاء وعذوبة النهر الجاري كمفردة اغاي من شرار اختلافها القابل لتنمية القصيدة في خضمه وتربية الحدس في أعالي الطلول وثمة تجاوز يتساكن لديها بمعدن التراب المجروح برغبة الكتابة والإقتناص .إنها شاعرة المعنى إذا فيما يتسامى الشعر في لحظته العالية ليملك تجربنه من خلالها بثقة لا تنثني تنتقل كنحلة عسل وزهرة رحيق معا وخطوة بخطوة لا يكاد يسبقها كثيرون ممن لم بجربوا ويجربن بعد أشكالا ريما وخيارات بعينها تشتاقها أفضية القصيدة بخياراتها المفتوحة ومتعة خيالاتها الآسرة سواء اكانت تأملا لمجرد الوقوف العابر على منعرجات الآخرين أو لترسم المعنى خارج حدود الفصاحات المتكلفة .فميسون تبقى شاعرة الظل واللحظة بإمنياز وأعني بذلك بالطبع اقتفاءها المسرى واثار الخيال المشاع لظلال بعيدة يمكن القبض على جمرة نارها في صور الشعر وحيتة التفاصيل وبالخصوص"حين تفر الخطايا "من ميسون اكن تاى ضوء عينيها التي تسكر بطفلة الغناء , العصافير. والشاعرة وما تجترحة هو الإرتفاع في سارية البرق والوصول الى ملح البحيرات المجدولة بخيط الشعر ورغبه الامتثال والعروج البعيد نحو الخيال العاشق لبنت لحظته شعر يتربع في سماء المفارقة التي يحاكيها العنوان وطل يقايض الريح باصابع الأجنحة فيما تقايض الشاعرة انتظارات كثيرة وتتأمل طويلا اختلافها لتؤبد المعنى في صورها لا تنسى كذلك أن:

"تعلم فتنتها

كيف تذرو المعاني

حنينا

يلملمنا في المساء".










0 التعليقات:

يا إلهـــي








ما الذي يحدث الآن؟


المدينة نائمة


يلعن الله من يسرق المزن منها


المدينة غائمة


والكؤوس تغض الصباح وتسكرْ


المدينة مرهقة


وأنا يا إلهي ,


أضيق بصحبتها ..


السماء تكاشفني أنها سقطت كرتين


أن الجبال رأتها مكبلة بالحنين إليْ


أنبأتني بأني


سأحيا لوحدي


وأفنى لوحدي


وأن المحيط بكفيْ سأزرعهُ


مرة لأضيء حبيبي


اثنتين لأغوي القصيدة!


_يتعب البحرُ _


تخبرني عن معينٍ و غيمته


أذنب الفجر إذ غاص بين بكائهما خلسة..


يا إلهي


المدينة غافية


يا إلهي


السماء تغني.




0 التعليقات:

Ponieważ jest mężczyzną\ د. يوسف شحادة و داريا أرسينيتش يترجمان :لكونه رجلا(لميسون الارياني).. للبولندية

Ponieważ jest mężczyzną
Maysoon al-Aryani






Mała szczelina w mym sercu
jest w stanie upoić cię mocno
i wiem jak bardzo to lubisz
kiedy oblekam się cicho
w każde najmniejsze pragnienie
wciąż zapominasz
że w twym sercu jest ta sama
wąska szczelina
ale ja i tak już przywykłam
do pustej przepaści


Moja modlitwa drży z niepokoju
ma w sobie tyle hałasu
wciąż wtykam swój żądny palec
w otchłań twojego gardła
gdzie świat obfituje deszczem
sączysz mój głos delikatnie
uciekam
gdy boję się pieśni
gdy taniec mnie się obawia


Wyrzucam wszystkie
twoje chusty
bo znasz
bo wiesz
bo byłam jak włos
w jego dłoniach
przygładził mnie złamał
poddałam się
cicho...


Twoje orbity mam już na własność
i sześć twoich bram
dało mi prawo
azylu

0 التعليقات:

تفاصيل منسية/ميسون الارياني/للإنجليزية/ترجمة:يوسف شلبي



مُساهمة
Forgotten Details

 
In a bronzy coldness
When paths condensed
It is said:
Nuns of reflected legs
Avowed to ten dragons
Each had a bite from me
And died!!


Language of my father
Worshiping my falling on it
When he textiles his heart
The orange flowers on the surface…

With you
The all tend to steal us
I’m illuminating
As a poem discarded its eyebrows
White
As your mutinying statue …
My heart is not old completely
It is enough to create a tree
And elaborate a funny voice
To return back
Fluently
Younger than a widow woman!!

If once
I possess an identity
Didn’t clutched me determinedly
The willow which owns the sun
While I’m falling
When the sea is broken!

The jug is cracked as a defeated tribe
Is rounded between my fingers
Meekly
As the skies when holed by prayers…

 
MAYSOON AL-IRYANI/YEMEN






0 التعليقات:

مقاطع من "وجهات وجهات" لميسون الإرياني\ ترجمة :مرتضى العبيدي\للفرنسية

مقاطع من "وجهات وجهات"

لميسون الأرياني

ترجمة مرتضى العبيدي





سأحدثكم عن الجنة
هي وردة تسكنها قبائل تلبس المطر
وأغنية وحيدة
وعينان كافرتان بالنهايات
هل أتاكم حديث الناي؟




Je vais vous parler de l’Eden

C’est une fleur habitée par des tribus

Qui se vêtent de pluie

C’est une chanson unique

Et des yeux qui renient toutes les fins.

Avez-vous entendu parler de la flûte ?




"حتى أنت يا بروتوس!"
خلعت عينيك
لتضيع اسمي !
منحت وجهك لونا جديدا
وقبعة وحيدة عاجزة عن تحية الشياطين
وعن تحيتي
لاتهتم!
لان الله يعرف
لم يخلقنا متلاصقين
لأقتلك كل ليلة مرتين!




« Même toi Brutus ! »

Tu as arraché tes yeux

Pour que tu perdes mon nom

Tu as donné à ton visage un teint nouveau

Et un unique chapeau

Incapable de saluer les diables

Et de me saluer.

Ne t’inquiète pas !

Car Dieu sait…

Il ne nous a pas créés en siamois

Pour que je puise te tuer

Deux fois, toutes les soirées.

0 التعليقات:

O Tinkerbell*, Land on my Arm


O Tinkerbell*, Land on my Arm



By Maysoon El- Aryani



By one dance I will own all the fortune in the world
And circulate it to the poor
For a song I can wear
Or for a wildflower looks like me

The Blue Tulip
Always grows on their lips
I will implant it in my hair
And run
To flatter the sky
I do not know how many times I can die

It is not bad to try!
I will learn how to speak loudly
Making a rosary from the rain
To hang it on the wings of swans

My God
If I were a lonely bird
Weaving his voice for the clouds
It would be more joyful than being a human being
Hanged on fate

I hate plastic toys
I do not want to be a train on the road of life
Oh No…!
She doesn’t look like me
As I can easily
Devour the moon
With  one bite



a fairy from a James burry play(Peter ban*

0 التعليقات:

الشاعرة اليمنية ميسون الأرياني للوكالة...الإهتمام من الجهات الثقافية شحيح نوعا ما ويحمل رايات أسماء محددة في كل مرة

 
الكنتاوي لبكم-وكالة أنباء الشعر العربي

سعيا من وكالة أنباء الشعر العربي أن تفتح ملفات حول راهن الإبداع العربي ومختلف تجلياته ومشاكله، نفتتح سلسلة حوارات حول وضع الكتاب و الكتابة الجديدة في بعض  البلدان العربية مسلطين الضوء حول مفهوم الحساسية الإبداعية الجديدة و الكتابات الجديدة في بعض الأقطار العربية ومدى تحقيقها لنقلة نوعية في مناخات و توجهات الكتابة وما قد تلاقيه من جبهات معارضة لما تكتبه كجيل جديد...نواصل الرحلة مع الشاعرة اليمنية ميسون الأرياني.

·     هل أنت مع مفهوم الحساسية الإبداعية الجديدة ؟

هي نمط أبداعي ربما يأتي بقادم مختلف ولا ضرر منه ما دام يمثل رؤية ابداعية وأسلوب يمكن الاستفادة منه في خلق أنماط  ومناخات مختلفة للكتابة  تسهم في تطور الأدب وتنوعه .

·     برأيك هل الكتابات الجديدة في وطنك حققت نقلة نوعية في مناخات وتوجهات الكتابة ؟

طبعا في البلد العديد من الأصوات التي أسهمت بشكل رائع  و ستسهم في الإرتقاء بمختلف أشكال الكتابة الابداعية بدليل الإنجازات التي حققت في الفترة الأخيرة .. لكنها للأسف تمثل مشروعات ذاتية  وبالتالي فهم قلة من حيث الأسماء .. حيث أن الإهتمام من الجهات الثقافية شحيح نوعا ما ويحمل رايات أسماء محددة في كل مرة  ولو توفرت الإمكانيات والدعم اللازم للجميع  فيمكنني التأكيد بأن هناك طاقات لا تزال تحلم بالتفجر وقادرة على التحليق  ستقدم الكثير الكثير  للمشهد الأدبي اليمني والعربي  ككل.

·     هل هناك مُعارضة لما تكتبونه كجيل جديد ؟

كجيل جديد لا أنكر أنه كانت هناك بعض جهات وإن كانت قليلة تشجع ما نقوم به ولكن لا تزال النظرة التقليدية للأدب هي الشائعة والقبول بالتجديد لا يزال حكرا على نخبة محدودة من المثقفين وأحيانا للأسف في ظل فرض أستاذية (من البعض) قد تؤطر وتقيد وتحبط إبداعنا كشباب...  لكني على ثقة بالقادم الأجمل.

http://www.alapn.com/index.php?mod=article&cat=Interviews&article=8202

0 التعليقات:

ميسون الإرياني لـ"صحيفة الهدهد الدولية": الشاعرات غارقات في دوامة الوصاية الذكورية

ميسون الإرياني لـ"صحيفة الهدهد الدولية": الشاعرات غارقات في دوامة الوصاية الذكورية


حاورها: ياسر العرامي - "هذه الإنسانة المسكونة بالشعر والمعجونة به (...) سيكون للوطن منها شاعرة متميزة" ذلك ما قاله عنها الشاعر الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح في تقديمـه لديوانها البكر "سأثقب بالعاشقين السماء" الذي أصدرته الشهر الفائت.
ولم يقف المقالح عندئذ، ليضيف "من خلال امتداد قصائد المجموعة يلاحظ القارئ أنه أمام صوت شعري جديد ومع مبدعة تسجل – عند أول الطريق- حضوراً يعكس نقاء الإنسان وصفاء القصيدة في رحلتها الجديدة".إنها الشاعرة اليمنية الشابة ميسون الإرياني، شاعرة تنتمي إلى ذاتها، لتقدم ما يمثل صوتها باختلافه، بل وتملك قدرة فائقة على انتقاء قصائدها - من بحر كلماتها العميق - بهذا الألق والصخب:
خذني إليّ
أجوب المرايا
يذوب اشتعالي على وجنتيك
أفيء اليك من الخوف
ترمي هواي على بعد شعرة
وتُسكنني في فضاء بلا أنت
يمنحني الخوف شارته
وأغني على الجمر سّرك
تذوي
وأذوي

وفي هذا الحوار مع "صحيفة الهدهد الدولية" تجسد ميسون الكثير من اختلافها وإنسانيتها وتجربتها.




- دعينا أولاً نتعرف على بداياتك الشعرية، ومن أثر فيك من الشعراء ؟

* لا أزال في بدايتي.. لكني سأتحدث عن بدء غوايتي مع القصيدة بدأت في سن مبكرة ولم يكن اتجاهي شعرا وقتها بل كانت مجرد خواطر وقصص قصيرة إلى الصف السادس الإبتدائي تغير اتجاهي حيث بدأت بكتابة القصيدة بشكلها الكلاسيكي سليقة كما هو حال كل من يبدأ بالتدرج من كتابة القصيده بشكلها العامودي إلى التفعيلي تدرجا نوعيا.
تأثرت بداية بنازك والسياب ,درويش,أحمد مطر والمتنبي والحمداني فتنني الأدب الأندلسي جدا آنذاك..

- أصدرت مجموعة شعرية هي الأولى بالنسبة لك؟ برأيك كيف سيستقبل النقاد ديوانك، ثم ما هي الرؤيا التي من الممكن أن نقول عنها أنها تمثل أرضية هذه التجربة، وتجسد أبعادها المعرفية والفلسفية؟
* المجموعة الأولى هي بمثابة الخطوة الأولى مهمة للغايه وتحمل في طياتها الكثير من المشاعر المضطربة المتصارعة ترددت كثيرا خفت كثيرا قلقت كثيرا شعرت بالكثير من التوتر والإثارة عزمت تارة وعدلت تارة وتهورت أخيرا!
هي تجربة رائعة مهما كانت تبعاتها أتمنى ان تنال رضى النقاد والناس على حد سواء، في المجموعة العديد من الرؤى المختلفة المتناقضة والمتجمعة كحال النفس البشرية في جسد واحد يمتد على مدى 26 صفحة يحقق رؤيتي الخاصة بفلسفتي الخاصة.

- ما رأيك في ما يطرح بخصوص أن الجيل الألفيني جيل مهمش ولم يأخذ حقه إعلامياً ونقدياً بما فيه الكفاية؟
* اتفق معك في أن الجيل الألفيني لم يأخذ حقه في النقد والتوجيه لكني أخالفك في انه لم يأخذ حقه إعلاميا خاصة مع تنوع الوسائل الإعلامية كونها أصبحت أسهل بكثير من السابق خاصة بوجود الشبكة العنكبوتية التي أصبحت متاحة للجميع.

- ما موقعك بالنسبة لتجارب أبناء جيلك وهل الجوائز تعد معياراً بالنسبة لقوة التجربة الأدبية من عدمها؟
* الجوائز لم تصنع شاعرا قط.. توفي نزار قباني ولم يحز على جائزه واحدة كما أعرف ..أما بشأن موقعي بالنسبة لتجارب أبناء جيلي فهذا لا أحدده شخصيا بل أسأل معك ذات السؤال..

- تترد في فضاء المشهد الثقافي اليمني والشعري بالذات أسماء شابة صاعدة هل من الممكن أن تختزلي لنا وجهة نظرك بالنسبة لتجارب بعض هذه الأسماء مثل: عصام واصل، أحمد الطرس العرامي، جلال الأحمدي، ليلى إلهان ..الخ ؟
* لست مؤهلة بعد لأحكم على أي من زملائي هؤلاء. لكن طالما كانت اليمن مهدا لشعراء كبار خاصة في الوسط اليمني الذي شهد اعداد هائلة من الشعراء والمتشاعرين والتاريخ كفيل بإصلاح وغربلة الشعراء من غيرهم أما بشأن هذه الأسماء فأضيف الشاعرة نوال الجوبري والشاعرة مليحة الأسعدي وكلهم سيقدمون الكثير للأدب اليمني والعربي قادما

- ما تقييمك للتجربة الأدبية النسوية في اليمن؟ ثم ما هي رؤيتك للأدب النسوي وخصوصيته، وهل صوتك الشعري يمثل هذا الرؤيا؟
* الأدب النسوي حديثا شهد العديد من الأسماء التي حفرت نفسها عميقا في الذاكرة أثبتت المرأة انها قادره تماما على تقديم أدب حقيقي ونقي وكأمثلة أذكر: سوسن العريقي هدى ابلان وناديه الكوكباني ..خصوصية التجربة النسويه لا تتعدى كونها اتجاها خطابيا يحقق للمرأه وجودها وكينونتها في حاضر أدمن الذكورية ..

- بصفتك ممثلاً لتجمع شعراء بلا حدود، من أين جاءت فكرة إنشاء هذا التجمع؟ وما هي الأهداف التي يحملها؟ وماذا قدمه خلال السنوات الماضية للشعر والشعراء، أو يمكن أن يقدمه مستقبلا؟
* كان وجود تجمع مستقل للشعراء العرب حلما راود الكثير من الشعراء العرب ؛ ذلك أن وجود تجمع للشعراء العرب يعني الكثير .. إنه يعني أول ما يعني أن يكون هناك تواصل إيجابي على كثير من الصعد التي من أهمها تبادل الخبرات والتعرف بالنتاجات الشعرية لشعراء الأقطار العربية ، ويعني تبادل المعرفة وتلاقح الأفكار ، وتوحيد الهم ..
وهو إلى ذلك يشكل أداة يمكن من خلالها وضع القيمة الحقيقية للشعراء أو المتشاعرين في ظل فضاءات تنشر الغث والسمين ، وفي ظل انهيار القيم الفنية النبيلة والوعي النقدي الحقيقي.هو تجمع شعري عربي مستقل مركزه الأردن ورئيسه الشاعر الفلسطيني محمود النجار بدأ نشاطه بتاريخ 25/10/2007 . حيث أصبح هذا التاريخ يوما للشعراء العرب يتم فيه الاحتفال في العديد من العواصم العربية يرتب لذلك ممثلوا التجمع في كل عاصمة العربية كل عام وقد شهدنا هذه السنه العديد من الاحتفالات بهذا اليوم بالزامن في العديد من العواصم العربية ومنها صنعاء وهذه من الانجازات التي تحسب له و إقامة مؤتمري تجمع شعراء بلا حدود الأول والثاني واقامة مسابقة دولية وترشيح شاعر العام والعديد من الفعاليات الناجحة على المستويين الإلكتروني والواقعي وفي صدد فتح فروع في كل الدول العربية بإذن الله .

- ما الذي يدهشك في الكتابة؟ ومتى تهزمك القصيدة؟
* في الكتابة تدهشني الكتابة. اكتشاف العوالم المختلفة, صناعه العوالم المختلفة, الغوص فيما لا يغاص فيه, مشروعية كل شيء والقوة لبعث أي شيء .
القصيدة ليست عدوي لأهزمها وتهزمني هي صنوي تشرق في وأشرق فيها..

- هل تعاني المرأة من ضيق المساحة المتاحة لها إبداعياً؟
* إلى حد ما نعم .

- ألا تتفقين مع القول أن الشاعرات غارقات في دوامة الوصاية الذكورية على نتاجهن؟ وإلى أي مدى تتعرض المرأة في مجتمع المثقفين والمبدعين للاستغلال من قبل رجاله؟
* نعم اتفق تماما معك في قولك هذا أنهن يعانين لكن هناك من خرجن من تحت عباءاتهم بقوة وحزم وأسسن لأصواتهن حرة مبدعة ومستقلة..

- ماذا سيضيف ديوانك إلى الشعرية؟ وكيف تقرأين تجربـة الشعر والشعراء في اليمن؟
لا أستطيع أن أجزم أني أضفت شيئا للشعرية لكني أجزم أني قدمت ما يمثل صوتي بإختلافه.تجربة شعراء اليمن * غنية وتعد بقادم مبهر..

- تتحركين في مجتمع محافظ، هل أثر ذلك على حياتك الاجتماعية؟ وهل تعتقد ميسون أنها لابد وأن تدفع ضريـبة التحرر من القيود المفروضة على المرأة؟
* أنا مستقلة بذاتي إلى حد كبير ربيت على الثقة بنفسي وبقناعاتي لم أشعر يوما بقيد او شرط وإنما اتحرك بما يمليه علي ديني وضميري..

- لماذا "سأثقب بالعاشقين السماء" عتبة لديوانك البكر؟
* لأن الله محبة والدين محبة والعالم لا شيء بغير حب ولا شك أن الحب يستحق ان نحارب لأجله هنا ليست السماء العدو فالحب جزء من السماء لكن السماء هنا قد تعود على كافة ما يمثل التحجر والتخلف والسلطة القطعية التي ربما تجور على الناس وقد يكون العاشقون أي مبدأ يذود عن كرامة وحرية الإنسان..


- لماذا الوسط الأدبي من "أقذر الأوساط المجتمعية أخلاقياً"، وما هي تجربتك التي جعلتك تعتبرينه كذلك؟
وسطنا الأدبي ككل الأوساط الأدبية في العالم العربي مر بالكثير من التقلبات ويسود به الكثير من الفساد لكن حتما كما يوجد الطالح هناك صالحون يحاربون جاهدين من أجل تطهيره من المتطفلين عليه ربما ليس لي تجربة مباشرة لكني شهدت الكثير ممن دمرتهم تجاربهم المرة داخل هذ الوسط.

- في أي سياق نفسر إنزواء شاعرة عن الوسط الأدبي؟ هل هو استسلام لواقع استخفاف المجتمع بالمرأة؟ وما تأثيره على تجربتها الشعرية؟
* في سياق يا الله كم أنا متعبة! لا انكر أن التواجد في وسط ملغم كالوسط الأدبي انهكني جدا لفترة أحتجت بعدها إلى فترة نقاهة طويلة أعادت إلي قوتي وقدرتي على التواجد بشكل اكثر فاعلية وقوة ثم إن الشاعر يحتاج إلى فترة للانزواء للعمل على تجربته بين الحين والآخر..

- هل أنت راضية عما وصلتِ إليه، وماذا تريدين أن تكونين؟
* أنا لم أصل ولو لـ1% مما أطمح إليه ولا أزال قادرة على تقديم الكثير وأطمح أن أكون كل ما يمكن للسماء أن تمنحه لشاعر من الروعة الشعرية ومحبة الناس .

- كلمة أخيرة .. لمن توجهيها؟
* أوجهها لله .. رباه كن معي أبدا إنك لا تخذل الطيبين ولكم ولمتابعي جميعا جزيل الشكر والتقدير


 صحيفة الهدهد الدولية

 

0 التعليقات:

بعد صدور مجموعتها الشعرية الأولى الإرياني لليوم الثقافي: لا أراهن إلا على الشعــر




سكينة المشيخص - اليوم الثقافي


عن دار فراديس للطباعة والنشر بالبحرين صدرت المجموعة الشعرية الأولى (سأثقب بالعاشقين السماء) للشاعرة اليمنية ميسون الإرياني.
جاءت المجموعة في 162 صفحة من القطع المتوسط في اشتغال هندسي مختلف لقصيدة التفعيلة وقصيدة النثر اللتين تراهن عليهما الإرياني معا حين تقول: «لقد اشتغلت على دمج التفعيلة بالنثر في قالب واحد، ورغم ميلي للتفعيلة، لكنني لا أراهن إلا على الشعر بأي شكل كان».
وعن المجموعة تضيف الإرياني: «مجموعتي لا تعبر عن شكل شعري بذاته، لكنها تعبّر عن شعريتي، منفردة ومتفردة بكيانها غير القابل للتجنيس أو التصنيف الشكلاني الكلاسيكي ولن أقول أكثر مما قالته نازك الملائكة: «سوف أتم رسالتي فأنا ما زلت في أول الطريق، فلأكمل أغنيتي قبل أن أغادر الوجود ! هأنذا مملوءة شعراً».
وتعليقا عن اشتغالها الشعري القادم قالت الإرياني: «سيكون شعريا بالتأكيد، لكنني لا أزال أؤثث زواياه بشكل آمل أن يكون مختلفا ومغايرا عن السائد».



http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=13252&P=8&G=1

0 التعليقات:

السر المكنون: قراءة في قصيدة(تقدس سرك) للشاعرة ميسون الارياني



الثلاثاء , 17 يونيو 2008 م  
صحيفة الثورة

عبد السلام الربيدي

أولا:النص

تقدس سرك

خذني إليّ

أجوب المرايا

يذوب اشتعالي على وجنتيك

أفيء اليك من الخوف

ترمي هواي على بعد شعرة

وتسكنني بفضاء بلا أنت

يمنحني الخوف شارته

وأغني على الجمر سرك

تذوي

وأذوي



ثانيا:القراءة
لا تنفذ القراءة إلا من العنوان ؛يستغلق النص إن لم يؤت من عتبته,وعتبة هذا النص عنوانه:"تقدس سرك".و إذا رأينا في العنوان علامة_وهو كذلك_,فإن هذه علامة تغدو في جملتها مثيرا يحفز الذخيرة النصية لدى المتلقي ليثير فيها تراثا من الاستخدامي العلامي لهذا التركيب"تقدس سرك"فتتجه تلك الذخيرة نحو البحث في المرجع الثقافي للعلامة لتقف على استخدام الفرق العرفانية(المتصوفة وغيرهم)لهذا الإصطلاح عند الحديث عن أقطابهم وأوليائهم وكانهم عن موتهم يموتون ومعهم اسرارهم محصنة لا يدركها احد ,فأسرارهم بذلم مقدسة,تقدست عن أن يباح بها او ان يدركها جاهل.هي أسرار لا تمس.وبنفس هذه السرية يتوجه الخطاب الأنثوي نحو المذكر. يريد الخطاب ان يبوح عن طريق الشعر,لكنه يخشى البوح,البوح حرام على الحريم,إنما سيباح/لن يباح به هو سر,سر مقدس,لا يطلع عليه القارئ ولا ينبغي له.والمخاطب الولي الحميم هو قطب النص صاحب الكرامة الذي دفنه النص بمجازيته,دفنه ليبقى سرا.كان الأجداد الجاهليون قد دفنوا الانثى خوفا على شرفها,فإنها هنا تدفن الذكر ليبقى سرا بين كلمات لا تبيح للقارئ أسرارها بسهولة.


خذني إلي:


يبدا البوح/اللابوح متوجها بالإلتماس الى المذكر _المحور الخارجي الفاعل في الممارسة الدالة للنص_الفاعل الن\مغيب في بطن النص (خذني)وهو طلب بالإنفكاك عن المحيط والاتصال بالمخاطب ,لكن هذه\ا الطلب_الصوت_ لا يصل الى منتهاه,لأنه صوت مكبوت فالأخذ يغدو ارتداديا(إلي)لان الصوت المكبوت لا يجرؤ أن يصل غلى الكاف(إليك),وإنما ينكفئ ليقف عند الياء ليترشح الموقف لحالة توحد نرفاني بين الطرفين يصبح فيها الأنا أنت والأنت انا ,فالإتصال هو الستر,لكنه كالانفصال الذي سينفى قريبا ,ليس إلا تقية يرواح بيتهما الخطاب الانثوي خوفا من قدرة القارئ على التحديد ,وحري بالخطاب المكبوت ان لا يحدد.


أجوب المرايا


في المرآة تغرق المرأة طول حياتها كما تعبر الشاعرة سلفيا بلاس ,وفي المرآة نتعرف على الآخر منذ المرحلة الاولى من حياتنا ,منذ (مرحلة المرآة)كما يسميها لاكان . في مرظىة الأخر تظهرمشخصات الذات,وفي مرىة الذكورة تظهر مشخصات الأنوثة والعكس بالعكس.وبذلك لا يتم الوجود الحقيقي للأنا إلا بالآخر.

مادامت المرآه من لوازم المرأة فلتكن بديلا لغويا(رغم انها في العمق لازمة لازمه لتحقق الذات باعتبار المرأة ممثلا للآخر) يغطي بهبه/يدفن به الخطاب الأنثوي المخاطب المذكر الذي تقدس سرة على ان يباح بالدوال المباشرة ,فليكن هو المرايا سترا له مرة اخرى.


يذوب اشتعالي على وجنتيك


في التوحد تنصهر الذات في الآخر فيذوب الإشتعال =(الابتعاد )في برد(اللقيا). وهنا تحدد المعالم للقرارئ من خلال (ياء)اشتعالي و(كاف)وجنتيك,وهنا يحقق الخطاب الإنفصال الدال على المكاشفة وليس الستر.

غير أن هذا التحديد تحديد تكتيكي مؤقت فهو ليس استراتيجة للخطاب الانثوي تمتد على طول النص ,وإنما استدعته ضرورة دلالية تكثفت في دال(الخوف): الخوف الذي يشكل المحرك اللواقعي للخطاب الأنثوي في النص,والمباطن النفسي للتعبير الشعري.


أفيء إليك من الخوف


لحظة اعتراف بشيئ من الذنب في كشف السر المقدس ,فالكشف شطحة جاءت إثر خوف ,ولو حصل الامن لظل السر في مكانه مدفونا لا تطاله الشطحات.إنه اعتراف المكره الذي لا يريد ان يبوح الا لضرورة الفيئ في ظلٍ ما عداه ملبد بالخوف.


ترمي هواي على بعد شعرة


لا ينسب الهوى إلا الى الذات ولا ينسب إلى الآخر الا في حدود الشعرة(التي تذكر بشهرة معاوية في خطورتها وخفائها ودلالتها على الإتصال والانفصال في آن) والهوى رغم نسبته الى الذات الانثوية الا ان الفاعلية (ترمي ) تنسب للمذكر المغيب.


ويتبقى تلك الشعرة بين الطرفين في الهوى ليتحقق الستر في الإتصال/الغنفصال في آن واحد.وتلك هي استراتيجية الإتصال والإنفصال الذي إقتضاها الخطاب الأنثوي ليحفظ السر الذي تقدس على ان يباح.وهو اعتذار عن ذلك الفيء المضطر في ظل قيض الواقع الوجودي الخانق .



وتسكنني في فضاء بلا انت


تستمر استراتيجية الاتصال والانفصال خوفا وتقية من الكشف في حال التلبس, يتأتى الإتصال من خلال علاقة الفاعلية والمفعولية في الفعل(تسكنني) فالفعل المذكر الغائب/المغيب والمفعول به الذات متوحدان,لكن هذا السكنى لا تتم لان الخطاب يخشى المغامرة في الكشف فيلجأ الى مفارقة تدميرية لمكان السكنى ؛ يلجا الى الطرف المضاد من المعادلة الغنفصال , فالسكنى في فضاء(والفضاء المكان الواسع غير المحدد.مرة اخرى يغيب التحديد) , وهذا الفضاء لا تسكنه _ أياما _ إيهاما _ الى الذات الانثوية (بلا انت) . وتلك مراوغة أنت هدفها دفن الآخر المذكر خوفا من الخارج المتربص بمعنى الخطاب , وتقديس لسرة الشريف.


يمنحني الخوف شارته


وهنا يعود الدال (الخوف) للظهور مرة أخرى في النص ليتخذ,عبر التكرار , سمة المهيمنة الدلالية الفاعلة في الممارسة النصية,وهو خوف مميز ,وصاحبه (الذات الأنثوية )مميزة به ,بل انه يمنح شارته لتلك الذات بوصفها نوعا من الهوية المميزة (هوية الأنثى الخوف). إنه الخوف من اللاحسم بين موقفي الإتصال والإنفصال إنه بصورة أعم الخوف الإجتماعي المغلف بقصة البوح من ألفها الى يائها..



واغني على الجمر سرك


(الجمر) هو سر الإشتعال السالف الذكر في النص ,لكن الموقف موقف غناء (أغني) , ولو لو تكن اللغة الشعرية موئل المتناقضات لما تنسى للخطاب أن يجمع الغناء بالجمر ولو لم يكن الخطاب خطابا انثويا لما جرت هذه المفارقة الفادحة هذاالمجرى(اي لو كان النغني ذكرا لما غنى على الجمر مخافة ان يباح سره). وبحكم المجاورة للجمر فإن الغناء لم يعد محتفظا بسماته الدلالية التي كانت له خارج النص أنه غناء الخوف , لا غناء الطرب, الخوف على (السر) , والسر موضوع الغناء , بل موضوع النص, إنه السر المكنون الذي لا ينبغي للغناء أن يبوح به, له فقط ان يهمهم بالسر للتخفيف من حرقات الوجد (وهل للغناء أللابوح بوجد حارق) , من هنا غدا الغناء(الشعر) جمرا حارقا , فهو بوح ولا بوح في آن , وكيف يكون بوحا وهو تغنٍ بالسر ؟ , وهل يكون التغني بالسر إلا مثل هذا الغناء في هذا النص ؟ غناء بما لا ينبغي أن يكشف ؛ غناء مكبوت , لحنه الترخيم حين يحذف الكاف و الإدغام حين يندمج مع الياء ونغمته التي تميز إنتقالاته نغمة الخوف. وتحضر الكاف في (سرك) لان الموقف موقف سر, فهي تحيل على المغيب المدفون تشريفا وتقديسا .



تذوي

وأذوي


ينتهي البوح/ اللابوح بموقف دفن تراجيدي لطرفين, موقف ينفصل فيه كل منهما عن الآخر كما يتحقق من خلال الفعلين المستقلين (تذوي ) و( أذوي) الموهمين بالفراق المؤبد عبر شعرة واو العطف .وهو ما يذكرنا بمصارع العشاق في التراث العربي ك(ليلى)و(المجنون) , حين كان يفرض عليهم المجتمع الإنفصال بسبب بوح المحب بذكر المحبوبة في خطابه الشعري فيكون الموت عندئذ تعبيرا عن رغبة الإتصال رغم إيهامه بالإنفصال.

و بالإستقرار على هذا الموقف التراجيدي ليكون الخطاب الأنثوي قد حقق استراتيجيته في الحفاظ على السر المكنون الذي تقدس على ان يباح , والموت خير حافظ للسر.


لكنه ليس أي موت , إنه موت الزهور التي(تذوي ) حتى يأتي الماء فتهتز وتعود سيرتها الأولى . أو فلنقل , جريا وراء دوال النص , حتى تأتي لحظة البوح الحقيقي من غير خوف على السر اللذي تقدس عن ان يباح .فالغناء به _الآن_ لا يطاق . وهل يطاق الغناء على الجمر؟!.

0 التعليقات:

Twitter Updates