ميسون الإرياني تتوعد في باكورتها"سأثقب بالعاشقين السماء"\ محيي الدين جرمة






قال عنها الشاعر والناقد الدكتور عبد العزيز المقالح :"إن حافظت على براءتها الشعرية سيكون للوطن منها شاعرة متميزة."



ميسون الإرياني تتوعد في باكورتها"سأثقب بالعاشقين السماء"




محيي الدين جرمة


صحيفة اليمن الثقافية





صدر عن دار فراديس للطباعة في البحرين الديوان الأول للشاعرة اليمنية ميسون الإرياني ويضم بين دفتيه عددا من النصوص الشعرية التي تجاوزت من حيث معطى الإختلاف على صعيد الشكل والمضمون كما أن الديوان الذي بين أيدينا يحتوي على 124 صفحة من الورق المتوسط والخفيف الحجم بطباعة أنيقة وغلاف مرصع بأخيلة اللون وأمداء الكتاب.وفي مقدمة ضافية لهذه المجموعة الباكرة يكتب الشاعر والناقد الدكتور عبد العزيز المقالح " تتناثر هذه الإشارات في ذهني ثم إلى الورق في أثناء قراءتي المجموعة الأولى للشاعرة الشابة ميسون الإرياني ، هذه الإنسانة المسكونة بالشعر والمعجونة به والتي إن حافظت على براءتها الشعرية ونزقها اللغوي الجميل وإذا سلمت من قهر الواقع وسطوته سيكون للوطن منها شاعرة متميزة."

وميسون الارياني تستهل باكورتها الشعرية بسؤال يشير بتلاش لصورة الليل إلا من الشاعرة إذ يتجمع وجودهاالناهض في تركيب الصورة الشعرية المتخيلة كــ "ليل" بارق وإنما هي كبقاياه أو بقيا منه .كذلك يفضي حنان حروفها عبر خفه وكمان صوتها وحيائه الكتيم وميسون بإرادة صريحة تكشف ربما لأول مرة عن علاقة سابقه لها بكتابة تفعيلة تتوسم الماء وهي من عهد في النشر غالبا على التجريب في كتابة قصيدة النثر ولعلها مغامرة الواثق بيد أن الشاعرة هنا ترواح بين السؤال بعفوية الحضور وبين استشراق اللغة.


لغة اللحظة بصفاء معطى قصيدة ,تنعكس في مرآة ظلالها كأغنية تختبر مدى ما قد تستوعبه شساعة الوقت وفي لغتها باتجاه محمولات ميتافيزيقيا النص وهي إلى ذلك تنصت إلى دواخل شاعريتها برؤية واضحة القصد ومسترسلة وكأنها قد خبرت المكان في نفسها وسكبت ثريات التأمل في زهرات غيومه واعدة بانسكاب ضوء من أصابع الوقت وبلون السماء المعرضة لخطر لكن من نوع رحيم هذه المرة لعله اقتراح غير مألوف لتحليق يتأبى إلى أن تكونه الشاعرة كنبتة شموس في رقاع التراب وزرقة الإحتمال المأخوذ باندهاش الحلم ووردة المجاز والمجاوزة في آن . وحيث يأخذها التحدي أيضا لضوء نجمات الضوء .نجمات سباقٍ تأنقن

للارتباك المفضي إلى رقة الشجر اذ ينظر مخترقا عتمة الابعاد إنها زيارة شعرية خاطفة هذه التي أرادت شاعرتنا أن تتنبه معناها في لحظة بصر وترقب لأحلام نومها وتسويف وعيدها القائل "سأثقب بالعاشقين السماء" ألذلك تطفح السماء المقصودة بفوضى الكلمات أم بتصفح حديقة الأم الكبيرة في حدس الشعور ؟.

ميسون موهبة تصنع مفردتها من جذور الكلمة فيزهر أسلوبها على السطر سلة من فواكه الماء ليس لكونها أنثى تستحق إطراء قصيدتها بما لا يرتجيه قصد الدلالة لكنها وبخاصة أذ يبدو في مجلى ما في نماذجها تحولا تجترح من خلاله كتابة "القصيدة الحرة " وبخاصة حينما كانت لا تزال وصفا و تنظيرا وطموح رؤية لتتداعى تحولات الصفة والموصوف بعد ذلك وتنهدم الجدر وتتهاوى التنظيرات إزاء خيارات الجديد والراهن بمعطياته لكن لتتبدى من حولها التأثيرات المناخية إذ بفعل "تسونامي " المفاهيم والنصورات

الحديثة اقتضى التراكم في إرث الشعر في سياقه التاريخي بلا مألوف العديد من النصورات الشكلية وصيغ شتى لشعرية اللحظة الراهنة وتقنيات وأبعاد اشتغالاتها المختلفة وها هي ميسون بقيت تتلمس المختلف والمتجاور في تجربتها محاولة النحرر والإفاقة من تنميط العادة فهي تملأ فراغ بياضها ببياض آخر ماحية حبر الليل بغيمة الأثر كطبشور يطلع من غبار الروح وشراهة الضوء المتخيل في عتمات مدربة على الاستقرار والنوم ابتسامة تهندس أعيادا جديدة لأحزان تنتظر وأهلة يغمرها الماء في شظايا الأعماق .طفولة ولغة تتحدث اللغة هواء يحافظ على صحته ليتنهد ببإحساس تجربة طرية العود وبصيغة اندفاق لشعرية السؤال واثره ما يشبه فعل أو جواب الشرط حيث تسأل الشاعرة بدفء مرآة خيالها :

"ماذا تبقى من الليل غيري

ومن ا لقديسة

تستهل الدعاء بأغنية للمساكين ؟"

تلك إذا ميسون الإرياني شاعرة أثثت المعنى بحضورها وفرشت الملتبس يعطر الفهم لتثبت أنها صوت قادم بخفته ولمسته الخاصة بعشق الرهان الماتح شعريته من هواء يشبه المطر ا يؤثث صباحات كابية بطفولة اللغة الشارقة ببهاء وعذوبة النهر الجاري كمفردة اغاي من شرار اختلافها القابل لتنمية القصيدة في خضمه وتربية الحدس في أعالي الطلول وثمة تجاوز يتساكن لديها بمعدن التراب المجروح برغبة الكتابة والإقتناص .إنها شاعرة المعنى إذا فيما يتسامى الشعر في لحظته العالية ليملك تجربنه من خلالها بثقة لا تنثني تنتقل كنحلة عسل وزهرة رحيق معا وخطوة بخطوة لا يكاد يسبقها كثيرون ممن لم بجربوا ويجربن بعد أشكالا ريما وخيارات بعينها تشتاقها أفضية القصيدة بخياراتها المفتوحة ومتعة خيالاتها الآسرة سواء اكانت تأملا لمجرد الوقوف العابر على منعرجات الآخرين أو لترسم المعنى خارج حدود الفصاحات المتكلفة .فميسون تبقى شاعرة الظل واللحظة بإمنياز وأعني بذلك بالطبع اقتفاءها المسرى واثار الخيال المشاع لظلال بعيدة يمكن القبض على جمرة نارها في صور الشعر وحيتة التفاصيل وبالخصوص"حين تفر الخطايا "من ميسون اكن تاى ضوء عينيها التي تسكر بطفلة الغناء , العصافير. والشاعرة وما تجترحة هو الإرتفاع في سارية البرق والوصول الى ملح البحيرات المجدولة بخيط الشعر ورغبه الامتثال والعروج البعيد نحو الخيال العاشق لبنت لحظته شعر يتربع في سماء المفارقة التي يحاكيها العنوان وطل يقايض الريح باصابع الأجنحة فيما تقايض الشاعرة انتظارات كثيرة وتتأمل طويلا اختلافها لتؤبد المعنى في صورها لا تنسى كذلك أن:

"تعلم فتنتها

كيف تذرو المعاني

حنينا

يلملمنا في المساء".










0 التعليقات:

Twitter Updates