لا تؤمنوا











لا تؤمنوا بي
 

النجمة خبرتني أني سأندثر
 

و يزرعني الصيف نعيا

 



لا تؤمنوا بي
 

لأن الوطن الجائع

لا تكفيه ذاكرتي,
 

تاريخي الأعرج ,
 

ولا النافذة المعطلة
 

المدرجة
 

في فهرس أصابعي..



  لا تؤمنوا بي
 

لأني تحت شجرة التفاح
 

أقضم صوتي
 

وأزرع زهرة
 

هي ذاتها
 

لا تريد الحياة.


0 التعليقات:

د.عبد العزيز المقالح \ مقدمة لديوان سأثقب بالعاشقين السماء









د.عبد العزيز المقالح



هل أستطيع القول بأن الجيل الذي سبق جيلنا من الشعراء كان مؤمنا بأن الشعر قادر على تغيير الواقع،وأن جيلنا شارك ذلك الوقت في إيمانه ذاك ثم انكفأ على نفسه وتواضعت أحلامه إلى درجة بات معها يرى أن الشعر قادر على تغيير نفسه فقط، أي تغيير القصيدة وتركيبها؟

وهل أستطيع القول إن الجيل وربما الأجيال التي جاءت بعد جيلنا قد تخلت نهائيا عن فكرة تغيير الواقع عن طريق الشعر،واكتفت بأن تكتب الشعر كما يريد أن يكون متحررا من أي هدف سياسي أو اجتماعي إلاَّ ما جاء عفوا أو دون رهانات أو اختيارات مسبقة؟

إن نظرة نقدية ثاقبة لما تكتبه الشاعرات والشعراء من الجيل الذي تفتحت مواهبه مع بدايات القرن الحادي والعشرين تشير إلى أن الكون بأشيائه وكائناته وتناقضاته كتاب مفتوح بين يدي هذا الجيل يقرأ فيه بحرية مطلقة ما يشاء ويكتب عما يشاء ، ومن حقه علينا أن نشهد له بأن لغته العربية سليمة وهي في أحيان كثيرة لغة ماكرة وبسيطة تقول كل شيء بطريقة مختلفة وخالية من بلاغة الإنشاء . لغة تميل إلى الاقتصاد في الكلمات وإلى اختزال في التعبير يستوي في ذلك مقارباتها العاطفية او الفكرية.

تتناثر هذه الإشارات في ذهني ثم إلى الورق في أثناء قراءتي المجموعة الأولى للشاعرة الشابة ميسون الإرياني ، هذه الإنسانة المسكونة بالشعر والمعجونة به والتي إن حافظت على براءتها الشعرية ونزقها اللغوي الجميل وإذا سلمت من قهر الواقع وسطوته سيكون للوطن منها شاعرة متميزة.

عنوان المجموعة المثير هو(سأثقب بالعاشقين السماء) وقد وضعت على عتبته عبارتين جميلتين أولاهما للشاعر الألماني الأشهر(جوته) تقول:"الشاعر معلق بين السماء والأرض"، والعبارة الثانية للشاعرة نفسها وتقول :"الشعر غاية ترتبط بالوجود كالجنة تماما..." وتنقسم قصائد الديوان إلى قصائد ذات غنائية خافتة تلتزم التفعيلة ،وإلى قصائد نثر تحلق خارج الوزن والإيقاع .


ومن نماذج قصائد التفعيلة قولها:
خذني إليّ                           

أجوب المرايا

يذوب اشتعالي على وجنتيك



أفيء إليك من الخوف



ترمي هواي على بعد شعرة

وتُسكنني في فضاء بلا أنت

يمنحني الخوف شارته

وأغني على الجمر سّرك

تذوي

فأذوي.


أول ما يلفت النظر في هذه القصيدة القصيرة التلقائية البديعة في التعبير عن الذات، وهذا التركيب اللغوي المتمرد الذي جاء في السطر السادس "وتسكنني في فضاء بلا أنت" وهو تركيب شعري متفرد رقم صدمِه للمألوف اللغوي "فضاء لست فيه" أو " لا وجود لك فيه" . وهذا مثال آخر من قصائد النثر يؤكد أن الشاعرة تجيد استثمار التحرر من قبضة الوزن في تكثيف وإثراء الدلالة إلى أقصى حد:

الحلم يتكدس عند رائحة اسمك

كل يوم ملاك عند ضفة الكون

يداعب نجمتنا

يقفز

تتنهد الريح ..

تنساب ضفائر ميعادنا عند نبوءات لم تحترق .هكذا وعلى امتداد قصائد المجموعة يلاحظ القارئ أنه أمام صوت شعري جديد ومع مبدعة تسجل _عند أول الطريق_ حضورا يعكس نقاء الإنسان وصفاء القصيدة في رحلتها الجديدة.


كلية الآداب ـ جامعة صنعاء

17\5\2009



1 التعليقات:

Twitter Updates